فى الماضى كنت كلما تعرضت للشيخ أبوإسحاق الحوينى بنقد أو إبداء ملاحظة على تصريح ما أطلقه، كان أنصار الشيخ وأبناء التيار الإسلامى يرفعون أصواتهم بالهجوم والحديث عن لحوم العلماء المسمومة وعظمة الشيخ الحوينى التى لا يدركها أمثالنا، ويستفيض بعضهم فى الشرح والتأكيد على ضرورة اتباع التعاليم والنصائح الصادرة عن الشيخ الحوينى لأنه صاحب علم وبصيرة.
الآن تدور الدوائر وأسأل أنا أنصار الشيخ وتلاميذه: هل توجد إساءة لرجل الدين أكثر من تجاهل أبناء تياره وأتباعه لتعاليمه؟، الآن تدور الدوائر وأسأل أنصار الشيخ الذين طالما أكدوا على أن الشيخ صاحب علم وبصيرة، لماذا يتجاهلون أبوإسحاق الحوينى ويحتفلون ويهتفون لأمثال عبدالله بدر وغيره، لماذا ينصرون المنهج «الشتائمى» لعبدالله بدر ووجدى غنيم على منهج الشيخ أبواسحاق الحوينى؟، وقبل أن تسأل عن أى تجاهل أحدثك؟!، دعنى أدعوك لأن تراجع أفعال أنصار التيار الإسلامى وعبدالله بدر وغيره من شيوخ الشتائم والخوض فى الأعراض وقطع الطرق وإرهاب الخارجين والداخلين من وإلى مدينة الإنتاج الإعلامى، ثم تستدعى كامل تركيزك لتقرأ معى رسالة الشيخ أبواسحاق الحوينى التى وجهها لشباب التيار الإسلامى بشكل خاص وشباب مصر عامة وقال فيها: «هذه رسالة لى ولكم أيها السالكون إلى الله..
معاشر الغرباء...إذا خاض المسلمون فى أعراض بعضهم بعضا فلا تكونوا مع الخائضين.
إذا استباح المسلم ديانة أخيه فاثبت على الحرمة.. واعلم أن الفتن تذهب بدين الرجل.. فكن على الثوابت قابضا وعلى المبدأ راسخا.. إياك أن تموج بك الفتن أو تلسعك نار الجمرة فتسأم القبض عليها، فالله لن يحاسبك عندما تحلل الموقف الفلانى.. وإنما سيحاسبك على عرض طعنته وأخ اغتبته ودين استبحته.. ولا يغرنك كثرة الهالكين المتساقطين.. فالناس كالجراد إلى حتفهم يتسابقون، هذا زمان ظلمة لا ينيره إلا ركعات الأسحار، ومدحضة مزلة لا يثبت فيها إلا من ارتكن إلى الكبير المتعال.. التجاء ودعاء وتضرع واستخارة لله فى كل خطوة.. وسلامة صدر ولسان، مع ثبات خطوات ووضوح منهج، وقبله وبعده وأثناءه توفيق الله فى كل نفس)، قارن بين رسالة أبوإسحاق الحوينى وضيق صدر أبناء التيار الإسلامى ومايصدرونه من عمليات ترهيب وتخويف وتكفير للمخالفين معهم فى الرأى، قارن بين رسالة أبوإسحاق الحوينى وفيديوهات عبدالله بدر ووجدى غنيم التى تنتهك حرمات النساء وتخوض فى أعراضهن وتصف التيارات السياسية المعارضة بالأنجاس والكفرة لتعرف كيف يشعر بعض شيوخ التيار الإسلامى بمرارة الإهانة التى تتعرض لها الدعوة ويتعرض لها الدين على يد بعض من أبنائها الذين لوثتهم أطماع السياسة ومصالحها.
سأقولها لك مرة أخرى على طريقتى السياسية والاجتماعية وليست على طريقة الشيخ الحوينى الدعوية الدينية، حتى ينعم هذا الوطن بالسلام والتقدم فلابد أن تعرف ياسيدى أن كل مواطن فى مصر من حقه أن يتظاهر ويؤيد ويعارض، وأن يصرخ بما داخل عقله وقلبه من أفكار وأوجاع.
حق الذين تظاهروا لرفض الإعلان الدستورى والهتاف ضد مرسى وجماعته مكفول بالقانون والدستور والأعراف وبتعاليم المولى عز وجل قبل كل ذلك، وحق الذين يهتفون لتأييد الدكتور مرسى تكفله نفس التفاصيل السابقة، ومن حق الذين نزلوا إلى التحرير للهتاف ضد الرئيس ألا يتهمهم أبناء التيار الإسلامى بالكفر والعداء لشرع الله، ومن حق الإخوان والسلفيين ألا يصفهم أبناء المعارضة والتيارات السياسية الأخرى بالخرفان أو الجهلة، ومن حق كل هؤلاء على الرئيس محمد مرسى أن يضمن لهم حرية التعبير وألا ينصر فئة على الأخرى، وألا يقود البلاد بتصريحاته وقراراته نحو فتنة وانقسام، ومن حقك أنت على نفسك كصاحب عقل بالغ رشيد وقلب يحب هذا الوطن ويحترمه أن يكون شعارك فى هذه المرحلة: «لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. نحو الحق وما نؤمن به فقط نسير».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة