عادل السنهورى

فتنة «البلتاجى»

الخميس، 13 ديسمبر 2012 10:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يفرق ميدان التحرير منذ بداية ثورة يناير وحتى تنحى الرئيس السابق فى 11 فبراير بين المصريين بانتماءاتهم الفكرية والسياسية ومعتقداتهم الدينية، وفى أروع صورة حضارية امتزج الجميع مسيحيين ومسلمين ويساريين وليبراليين وإسلاميين تحت علم واحد ونداء واحد ومطالب واحدة.

كان الميدان رمز الثورة هو قبلة يلوذ به الجميع ليذوبوا فى روح مصر الحقيقية المشرقة بتنوعها الثقافى والحضارى والديني. الصورة بعد ذلك تبدلت تماما بعد أن دارت السياسة بعقول الهواه و«المحدثين»، وبدأت أحاديث التقسيم الطائفى والفتنة تطل برؤوسها الشيطانية وتهيل التراب على مشهد الميدان الرائع.

الكل يتذكر فى استفتاء 19 مارس ودعوات الحشد للتصويت بنعم التى تمنح تذكرة الدخول إلى «الجنة» للمؤمنين الحريصين على الدين ضد «الكفار» الذين سيصوتون بـ«لا». ربما وقتها اعتبرنا ذلك نوعا من الطفولة السياسية لبعض التيارات والفصائل التى ألقت بقياداتها وكوادرها فجأة فى دروب السياسة بعد سنوات الغياب والتيه.

ولكنها جاءت جرس إنذار خطير للضرب على وتر الفتنة وتقسيم المصريين إلى مسيحيين ومسلمين، فأحاديث الفتنة تكررت فى كل مناسبة انتخابية بعد الثورة.

صدمة خطاب الفتنة تأتى من جماعة الإخوان المسلمين وبتصريحات قادتها الذين كنا نعتقد أنهم أكثر حكمة وتعقلا وحرصا على وحدة الوطن، ولكن يبدو أن الأقنعة تساقطت، واللعب بالنار هو خيار الجماعة لتمزيق الصف، والتشكيك فى ثورة الغضب ضد الاستبداد ومحاولة احتكار السلطة، وتمرير دستور لا يعبر عن المجتمع الحقيقى.

فمع اقتراب التصويت على الدستور، أعاد الإخوان نفس النغمة البغيضة والمقيتة وحاولوا تصوير أن المتظاهرين أمام قصر الاتحادية غالبيتهم من المسيحيين، وكأن الأشقاء فى الوطن ليسوا مصريين، وليسوا من حقهم التظاهر والاعتراض والرفض، وخرج علينا الدكتور محمد البلتاجى القيادى فى الجماعة، والذى كنا نظنه فى بعض الأحيان صوتا وطنيا عاقلا، ليهدد ويتوعد أمام حشود رابعة العدوية بـ«ساعة الصفر» والنزول لحماية «الشرعية»، ويعلن أن %60 من المتظاهرين أمام قصر الاتحادية هم من الأقباط، فى رسالة غاية فى الخطورة من قيادى إخوانى لأنصاره، تحمل بذور الفرقة والتمزيق بين أبناء الوطن الواحد.

تصريحات البلتاجى غير المسؤولة وغير المقبولة هى مزيد من نزيف التراجع الحاد فى شعبية الجماعة فى الشارع المصرى، الذى كشف فى وقت قياسى حجم الأكاذيب والخداع السياسى التى مارسها الإخوان ضدهم وضد حاضر الوطن ومستقبله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة