ذكرنى ما يجرى فى مصر الآن من فوضى فى كل شىء فى الأقوال والأفعال من قيادات حزب وجماعة الرئيس محمد مرسى بقول الشاعر العربى الكبير أبوالطيب المتنبى، عندما قال فى ملك مصر:
كم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا
بها نبطىّ من أهل السواد.. يحدث أنساب أهل التقى
المشهد الأول: تصريحات إخوانية تقول مستحيل أن يصدر الدكتور محمد مرسى قرارا بتأجيل الاستفتاء الذى سيجرى يوم السبت المقبل لتهدئة القوى السياسية الرافضة، لأن هذا يخالف الإعلان الدستورى، وأنه لا يمكن أن يتراجع عن قراره، حتى لايهز هيبته كرئيس، وأن مواد الدستور الذى سيتم الاستفتاء عليه كاملة وعادلة، وأن الشعب سيصوت بـ«نعم». هكذا تحدث أنصار الرئيس، ولكننى أقول لقيادات جماعة السمع والطاعة إن الرئيس مرسى ليس نبيا حتى نسلم بكل أوامره وقراراته باعتبارها وحيا من السماء، وكذلك قرار موعد الاستفتاء على الدستور ليس قرآنا لا يمكن تغييره حتى نطفئ نار الفتن، فالدستور ليس قرآنا ولا مرسى نبيا.
المشهد الثانى: تصريح غريب من الشيخ محمد عبدالمقصود، حيث قال بالحرف فى كلمة ألقاها أمام الآلاف بميدان رابعة العدوية، فى مليونية تأييد مرسى: «نحن لن نتخلى عن الرئيس محمد مرسى، لأنه أتى عبر الانتخابات، ونسانده لأننا ندافع عن الشرعية، ونحترمه طبقا لما دعت إليه الشريعة، فمن أهان السلطان أهان الله». هذا التصريح المنسوب إلى الشيخ عبدالمقصود لو صح فإنها مصيبة المصائب ونهاية الدنيا، فقد ساوى الشيخ بين الله والسلطان، وهل كل من انتقد أو هاجم أو رفض قرارات الدكتور مرسى يعنى عند هذا الشيخ أنه أهان الله.
المشهد الثالث: الرئيس مرسى يلتقى الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل، أقرب المقربين للرئيس جمال عبدالناصر، قائد أعظم ثورة فى التاريخ العربى الحديث، فهل هذا يعد اعتذارا من الرئيس عن مقولته الشهيره فى ميدان التحرير «وما أدراك ما الستينيات».
هل عرف الرئيس مرسى قيمة عبدالناصر ورجاله؟