زينب عبداللاه

الحسينى يشكو الرئيس إلى الله

السبت، 15 ديسمبر 2012 07:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هنا لا تضيع الحقوق ولا تنطمس الأدلة هنا لا يخرج المتهم بالتحايل على القانون، فقانون الله لا يوجد به ثغرات ينجى بها الظالم ويشقى بها المظلوم.
بين يدى رب العزة وقف الشهيد الحسينى أبو ضيف يقدم شكواه، ودماءه الطاهرة تسيل من رأسه التى اخترقتها رصاصة غادرة: "جئتك ربى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على حكامى لم تسعنى أرض ضاقت بالظلم والانقسام والفرقة، لم يعرف الكثيرون اسمى إلا بعد وفاتى، فأنا مثل الآلاف من زملائى كثير هو نصيبنا من الفقر والشقاء والاجتهاد والسعى وراء الحقيقة وقليل نصيبنا من الشهرة والمال والنفوذ، فنحن لا نجيد التملق والنفاق، ولكننا دائما ندفع ثمن أخطاء غيرنا ممن يجيدون هذه الأساليب، نقف دائما على خط النار نبحث عن الحقيقة وسط الأخطار بينما يغيب هؤلاء المتلونون".
يرفع الحسينى يمينه حاملا كاميرته التى كانت سببا لقتله "إلهى لم أكن إرهابيا أو بلطجيا تلك فقط كانت سلاحى جمعت ثمنها من قوت يومى فضلت أن أشتريها عن شراء شبكة أهديها لخطيبتى التى حلمت أن يجمعنى بها بيت الزوجية، ولكنه كان حلما ككل أحلامى التى بخلت على الدنيا، فلم أحقق أى منها صورت بها قاتلى وقتلة إخوتى العشرة الذين راحوا ضحية أحداث تلك الليلة، ولهذا استهدفتنى رصاصة الغدر ثم سرق القاتل رفيقتى ظنا منه أنه سيهرب بفعلته وسيمحو كل دليل على جريمته، لكنك ياربى أنت حسبى وأنت المنتقم الجبار".
يستطرد الحسينى قائلا "رب دمى ليس فى رقبة من أطلق الرصاص فقط ولكنى أراه على يد رئيس لم يعصم دمى ودماء غيرى، أشكو إليك رئيسا يحفظ القرآن ولكنه لم يحفظ دماءنا البريئة، كان يعلم أن حشودا من مؤيديه ستذهب لمهاجمة معارضيه فى مقر اعتصامهم أمام قصره، أعلنها نائبه وأكد أن الشرطة لن تتدخل، ترك الرئيس الفتنة تشتعل لتحرق أبناء وطنه وكان بإمكانه أن يمنعها ويعصم دماءنا البريئة، يزعمون أنهم ذهبوا لحمايته وأنه كان يتعرض لمؤامرة تسعى لإسقاطه لكنه عذر أقبح من ذنب فهل يحرص الرئيس مرسى حافظ القرآن على كرسى الحكم أكثر من حرصه على دماء شعبه ألم يسمع قول رسول الله " "لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة".
تنطلق دمعة من عين الحسينى وهو يسمع بكاء أمه "اصبرى يا أمى عسى أن يجمعنا الله فى الفردوس الأعلى اشتقت لحضنك وضمة صدرك لم أرك منذ شهور سامحينى لم أسمع وصيتك التى كنت توصينى بها منذ أن وطئت قدمى أرض القاهرة تاركا بيتنا فى سوهاج "ابعد يابنى عن المشاكل والضرب وخللى بالك من نفسك " كنت أجتهد فى عملى وأسعى لرزقى أحلم بالحرية وأقاوم الظلم، قاومنا نظام مبارك الفاسد وحين سقط ظننت أن حلم الحرية تحقق، اخترنا رئيسا ظنناه سيرعى الله فينا ولكنه سمح بارتكاب نفس الجرائم التى يعاقب عليها سابقه وبنفس الأسلوب، لم أتخيل أن ينجينى الله فى عهد مبارك ليراق دمى فى عهد مرسى حافظ القرآن الذى قال أعينونى ما أطعت الله فيكم فهل هكذا ياربى قد أطاعك فينا" ألم يسمع قول سيدنا عمر "لو أن بغلة عثرت فى العراق لسئلت عنها" وها أنذا ومثلى كثيرون أزهقت أرواحنا بلا ذنب فى عهد مرسى فاسأله ربى عنها".
"إلهى أشكو إليك رئيسا لم يتعظ بما حدث لى ولغيرى من الشهداء، رئيسا فرق بين مؤيديه ومعارضيه، بين جماعته وباقى الشعب، فخذل أحلام الباحثين عن الحرية والعدل والمساواة، لا يزال يترك دماء المصريين عرضة للسفك بتركه مؤيديه يحاصرون المؤسسات ويهددون من يعملون بها لم يأمرهم بفك الحصار عنها حقنا لدماء أبرياء قد تهدر إذا ما اشتعل فتيل الفتنة مرة ثانية وازدادت نبرة التحريض على الإعلام تحت زعم التطهير التى لا يدفع ثمنها سوى أمثالى من البسطاء الشرفاء".
يعود لينظر إلى أمه "لا تحزنى يا أمى فمثلك كثيرات من أمهات الشهداء كنت أتمنى أن أتيك حيا أقبل يديكى وأشبع بدفء حضنك قبل أن أفارق الحياة حتى تقر عينيك سامحى من خدعوكى رحمة بك حتى لا ترينى بين الحياة والموت عدت إليك جثة هامدة لكنى أراكى وأشعر بك.

اطمئنى يا أمى فقد ارتحت بعد طول عناء ووجدت أكثر مما كانت تتوق له نفسى التقيت برفاق الثورة الذين اشتقت إليهم نسعد جميعا فى جنة الخلد ولا يؤرقنا سوى حال وطننا وحكامنا لا تيأسى فلن يضيع حقنا وليعلم من تلطخت أيديهم بدمائنا أن الله سينصرنا ولو بعد حين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة