«الشيزوفرنيا» «الانفضام» هو مرض نفسى عضال يصاب به الإنسان نتيجة لظروف شخصية أو اجتماعية صعبة، ولم يتمكن المريض من أن يتصالح مع نفسه بحيث تكون حياته الشخصية والعامة شخصية واحدة.. هذا المرض النفسى قد يختاره الإنسان بسلسلة من المواقف المتعارضة مع باطنه وظاهرة، وهذا السلوك هو الأقرب من حقيقة المنافق الذى يظهر غير ما يبطن فيكون ضرره أكثر من منفعته لمجتمعه ولنفسه.. المنافق فى الشرع هو الذى يظهر غير ما يبطن، فإن كان الذى يخفيه التكذيب بأصول الإيمان فهو المنافق الخالص وحكمه فى الآخرة حكم الكافر، وقد يزيد عليه فى العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم، ومن صفاتهم مرض القلب، «فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا»، والظن السيئ بالله «ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصير»، والتستر ببعض الأعمال المشروعة للإضرار بالمؤمنين «والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون»، وأيضا التفريق بين المؤمنين والدس والوقيعة وإشعال نار الفتنة واستغلال الخلافات وتوسيع شقتها، ويضاف إلى الصفات السابقة ادعاء الإصلاح «وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون»، و«إذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها».
ومن صفات المنافق أو الذى اختار أن يكون شيزوفرنيا اللدد فى الخصومة مع إتيانه فى بعض الأحيان بالقول الجميل «ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام»، ومن خصال المنافق الادعاء والنظاهر بالاهتمام «ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم».. فى حقيقة الأمر إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، وأيضا يخادعون المؤمنين للخروج بأكبر مكاسب وهى فى الحقيقة خسائر.
لقد نسى المنافقون أول خطبة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة، قال سيدنا محمد الإنسان الكامل عليه الصلاة والسلام: فاتقوا الله فى عاجل أمركم وآجله فى السر والعلانية، فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا، ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما، وإن تقوى الله توقى مقته وتوقى عقوبته وتوقى سخطه، وإن تقوى الله تبيض الوجوه وترضى الرب وترفع الدرجة، خذوا بحظكم ولا تفرطوا فى جنب الله.
يكفى أن المؤمن المخلص لا يعرف مرض الشيزوفرنيا ولا يقترب منه لأن باطنه هو ظاهره، وظاهره هو باطنه، سعيه هو مرضاة الله ورسوله عليه أزكى الصلاة والسلام ومثواه الجنة ونعيمها والمنافق فى الدرك الأسفل من جهنم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة