استفتاء مارس 2011 ثم انتخابات البرلمان ومن بعدها انتخابات الرئاسة، والآن الاستفتاء على الدستور الجديد..
4 اختبارات ديمقراطية - مشيهاً ديمقراطية - للشعب المصرى فى زمن ما بعد الثورة، وبعيداً عن كل الملاحظات والتجاوزات والألاعيب وبعد عصر الاختبارات الأربعة يمكنك أن تستخلص من عصارة تلك التجارب حقيقة واحد تقول بأن المواطن المصرى أثبت أنه أكثر شرفا وإخلاصاً وحرصاً على المشاركة الفاعلة من نخبته المثقفة والقائدة سواء كانت نخبة القوى المدنية من سياسيين ومفكرين ومثقفين أو نخبة قوى تيار الإسلام السياسى من شيوخ وقيادات أصابها الانتقال من صفوف المعارضة لكراسى السلطة بهوس ما يحتاج إلى علاج نفسى.
فى استفتاء مارس وانتخابات الرئاسة والبرلمان واستفتاء الدستور الجديد كانت الطوابير حلوة رغم سابق العداوة التى تربطنا نحن المصريين بها، وكان الانتظار ممتعاً بعد أن ظل لسنوات رمزاً للملل، وكان للزحمة طعم آخر غير الضيق الذى كنا نشعر به من قبل، حتى ولو كان زحاما مصنوعا من أجل منع الناخبين من التصويت كما حدث يوم السبت فى الاستفتاء على الدستور الجديد وتحديداً فى اللجان التى تدخلها أغلبية مسيحية.
دعك من نتائج المرحلة الأولى من الاستفتاء الذى أعاد للمصريين ذكريات التزوير فى عهد مبارك من تلاعب القضاة وتقفيل اللجان وتضييق الخناق على الناخبين، دعك من كل هذه التجاوزات والبلاغات التى تكشف عن وجود قضاة مشرفين على الصناديق ليسوا قضاة ووجود منتقبات يلعبون فى اللجان بالورقة الدوارة وفضح قضاة يوجهون الناس بالتصويت لصالح اختيار معين.. دعك من كل هذا ولا تشغل بالك عن ذلك الحدث المهم، والذى يمكنك أن تلخصه فى الخروج الاختيارى من المنزل، والوقوف الاختيارى فى الطابور من أجل الإدلاء بأصوات كان المواطن المصرى يراها قديماً سلاحاً صدأ لن يجدى فى مواجهة الواقع وأزماته.. ركز مع اكتشاف الشعب المصرى لنفسه ولحقوقه ولقدرته على صنع الفارق. ومع ذلك الإيمان الذى بدأ يترسخ داخل كل واحد فينا بأن صوته أصبح له قيمة، أو بأنه نفسه أصبح له قيمة.
كان كل شىء فى الاستفتاء كما كان فى الانتخابات الرئاسية وبرلمانية ممتعاً إلا هؤلاء الذين حولوا الانتخابات إلى معركة دينية يخوضونها باسم الله أو الرب، وهؤلاء الذين استسهلوا اتهام المخالفين معهم بقلة الوعى والفهم، وهؤلاء الذين حرصوا على النفخ فى نار الانقسام والتقسيم.
الناخب الذى تراه القوى السياسية فاقداً للأهلية ويحتاج دائماً إلى من يأخذ بيده أدى دوره بشكل جيد ومنظم وقانونى، بينما القيادات السياسية والحزبية والشيوخ وقيادات الإخوان والسلفيين وإعلامهم لم ترق إلى ذلك المستوى الحضارى الذى وصل إليه الناخب المصرى، بعضهم أصر على تجاوز القانون، وبعضهم راود المواطنين عن أصواتهم بوعود الاستقرار أو المال وتشويه الطرف الآخر، وبعضهم سعى لابتزاز المواطنين باسم الدين، بينما الليبراليون واليساريون منهم لم يخجلوا من قصر دعايتهم على أنهم طوق النجاة من طوفان التيار الإسلامى الشرير دون أن يقدموا للناس بديلاً حقيقياً وخططاً واضحة.
هل يزور الخجل الآن قيادات الأحزاب السياسية والقوى المدنية وشيوخ تيار الإسلام السياسى وقيادات جماعة الأخوان؟ هل يزوركم الخجل ليخبركم أنكم أقل إخلاصاً وشرفاً من المواطن الذى وقف بالساعات فى الطوابير من أجل أن يدلى بصوته بينما كان بعضكم يسخر منه ويضلله ويتجاوزه فى الطابور بواسطة حرسه الشخصى؟؟ اخجلوا يرحمكم الله!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة