المواطن المصرى يرى نفسه دوما مواطناً متدينا ولكى يريح نفسه من تكرار تلك العبارة قام بصك مصطلح شهير هو «الشعب المصرى متدين بطبعه»، والمميز فى هذه العبارة أنها لا تتأثر أبدا بأى دراسات تتحدث عن كون المصريين هم الأكثر بحثا عن الجنس بكل مشتملاته على الإنترنت، كما أنها لا تتأثر بأى دراسة تتحدث عن تصدر مصر قوائم الدول الأكثر فساداً.
المواطن المصرى يرى فى نفسه من الشهامة والنخوة ما يدفعك للظن بأن الله قصرها على أهل المحروسة وكفى، وقناعة الشعب المصرى بشهامته ونخوته دفعته لأن يصيغ لهذا الأمر هو الآخر مصطلح هو «أخلاق الجدعان وولاد البلد» حتى يعفى نفسه من اللجوء إلى القائمة الطويلة التى تضم مرادفات مثل النخوة والشهامة والجدعنة والرجولة.. إلخ.
والمدهش أن هذا المصطلح هو الآخر لم يهتز ولم يصبه خدش من حفلات التحرش الجماعى التى تتم لنساء مصر فى عز الضهر دون أن تجد فتاة واحدة من يدافع عنها أو يرد عنها كيد الذئاب البشرية السارحة فى شوارع أهل النخوة والرجولة.
الوقفة أمام مرآة الحقيقة ستخبرك بأن تصورات الشعب المصرى عن نفسه سواء كان حاكما أو محكوما بها من الأوهام ما لا طاقة للكون على استيعابها فلا نحن ملوك الشهامة ولا نحن ملوك الجدعنة ولا نحن متدينون بالفطرة، وفى القصة القصيرة التالية التى نشرتها صاحبتها على صفحتها بالفيس بوك وكأنها تصرخ وتستغيث من مجتمع فقد رجولته كل الحقيقة ومعظم العبر، والقصة عبارة عن حادث قاس ومن فرط قساوته على النفس سأحكيها مجردة دون تدخل، لأن التدخل سيكون على قدر قسوة تفاصيلها.. تحكى صاحبة الكارثة: كنت أنا وأختى - بعد زيارة حزينة لعمى «المريض» - فى شارع فيصل الرئيسى واقفين نركب، 3 ولاد -لبسهم بيقول أنهم ولاد ناس وأصغر منى سنا - الأول تحرش بأختى وقرب جدا منها فزقته وزعقت، فبِعد نسبيا وكمل الاتنين اللى كانوا وراه فصوتنا، فى محاولة للفت انتباه أى ناس حوالينا لخضهم عشان يبعدوا فحصل العكس، وبدأت شتيمة منهم بأن «ماتعلّيش صوتك يا...»، فى أقل من ثانية تطور المشهد لخناقة عظيمة .. ضرب تصاحبه أقذر الشتايم، ناس كتير اتلّمت كان كل هدفهم يهرّبونا منهم ويوقفوا لنا تاكسى عشان منتفرمش، على حد تعبيرهم.
كنا مصممين مانمشيش قبل ما ناخد حقنا أو ناخدهم القسم وفشلنا وختمها أحدهم بأن «ماتسمعوا الكلام وتمشوا ولاّ فرحانين بلّمة الرجالة حواليكم»، الشارع زحمة جدا وكله محلات وأنوار، الوقت مش متأخر، الدنيا شتا فلابسين كتير وكوفيات ومافيش سم من واحدة فينا باين، أيه؟!؟!
أنا موجوعة جدا جسديا من ضربات الشلوت اللى طالتنى ومن زق الناس وحاجات مهمة فى شنطتى اتكسرت، وأضعاف أضعاف كدا وجع نفسى مش هاعرف اكتبه.
أنا كارهة كل حاجة وكل حد وصلّنا للجرأة والبجاحة والبلطجة وانعدام الرجولة فى عز النور كدا.. كل الجهل والتقاليد والدقون والمناظر البالية.. كل راجل كان فى المشهد النهارده وماتدخلش.. كل راجل اتدخل تدخل سلبى وساهم فى انهم مايباتوش فى القسم.
رغم كل حوادث التحرش والقرف اللى حصلّى وحصل وبيحصل لكل البنات، مشهد نسمة وهى بتضِرب بالقلم من متحرش فى وسط 30 راجل «ع الأقل» النهارده، وعجزى عن فعل أى حاجة غير الصراخ اللى محدش حتى كان سامعه من كتر اللمة هو أسوأ حاجة حصلت لى فى ال 25 سنة اللى فاتوا. أنا اتهانت فى هذا البلد القبيح بما يكفى ويزيد ولىّ حق كبير لو عشت باقى عمرى بحاول أجيبه مايكفيش.. (حسبى الله وهو نعم الوكيل).
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
موطن
لذلك الشعب يريد تطبيق شرع الله
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
مقولنا كدة منى الاول
قولنا محتاجين للدين وانتوا رفضتوا
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن المصرى
و مرساااه ...
عدد الردود 0
بواسطة:
مستشار سيد عبد المنعم
إستفتاء باطل و نص اللجان ليس بها قضاة و أمناء الحرية و العدالة هم المسؤلين عن الفرز : تزوي
عدد الردود 0
بواسطة:
كيميائى عبد القادر
الرئاسة فى مصر : فشل + تردد + تخبط + + كدب + عدم مصداقية + عدم الوفاء بالعهد + خدمة فصيل
متى يستقيل الفشلة !!
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر حبسه
ثوار ثوار ثوار
عدد الردود 0
بواسطة:
شيماء سعد
شكرا لكاتب المقال فعلا ده حال بنات مصر مع ان لبسنا طويل ومحترم مش زى مابيقولوا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صبحى ابوستيت
الرئاسة فى مصر : حوار + ديموقراطية + أخلاق عالية + حب مصر + محاربة فساد + الانتصار للضعفاء
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماء
مفيش فايدة
عدد الردود 0
بواسطة:
fayez
وفاه مصر