1 - من حق كل مواطن فى مصر يصرخ بما داخل عقله وقلبه من أفكار وأوجاع، من حق كل مواطن فى مصر أن يتظاهر ويؤيد ويعارض..
حق الذين نزلوا إلى التحرير لرفض الإعلان الدستورى والهتاف ضد مرسى وجماعته مكفول بالقانون والدستور والأعراف وبتعاليم المولى عز وجل قبل كل ذلك، وحق الذين نزلوا إلى جامعة القاهرة لتأييد الدكتور مرسى تكفله نفس التفاصيل السابقة، ومن حق الذين نزلوا إلى التحرير للهتاف ضد الرئيس ألا يتهمهم أبناء التيار الإسلامى بالكفر والعداء لشرع الله، ومن حق الإخوان والسلفيين الذين نزلوا فى الشوارع القريبة من جامعة القاهرة ألا يصفهم أبناء المعارضة والتيارات السياسية الأخرى بالخرفان أو الجهلة، ومن حق كل هؤلاء على الرئيس محمد مرسى أن يضمن لهم حرية التعبير وألا ينصر فئة على الأخرى، وألا يقود البلاد بتصريحاته وقراراته نحو فتنة وانقسام، ومن حقك أنت على نفسك كصاحب عقل بالغ رشيد وقلب يحب هذا الوطن ويحترمه أن يكون شعارك فى هذه المرحلة: «لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. نحو الحق وما نؤمن به فقط نسير».
2 - كتبت لك كثيراً عن التلاعب السياسى والعاطفى بدين الله وشريعته، وملخص تلك اللعبة غير الشريفة يمكنك أن تحصل عليه من فكرة كتبها الباحث الإسلامى الشاب إبراهيم الهضيبى يمكن توضيحها فى الكلمات التالية: (امتهان الشريعة هو ما يحدث الآن على أرض الواقع السياسى، تستدعى عند الحاجة للحشد، ثم تعود للأدراج فى السياسة، تستدعى فى الجولة الأولى فى انتخابات الرئاسة وتختفى فى الثانية، تستدعى عند الكلام عن المرشح الإسلامى الوحيد الذى يتفاخر أنصاره أنه سيسعى لأسلمة الصرف الصحى ثم يظهر برنامجه الانتخابى وأفعاله وقراراته الرئاسية عن المرور والخبز والوقود دون أى كلمة عن الشريعة أو نصرتها، وحين يفشل برنامج المائة يوم يتم استدعاء الدعوة لتطبيق الشريعة، وحين تظهر أزمة فى التصويت على الدستور يتم استدعاء شعار الدستور يدافع عن شرع الله، وحين يعترض الناس على الإعلان الدستورى يرفع الرئيس وأنصاره شعار إنه إعلان دستورى يدافع عن شرع الله، وحين يشعر الرئيس وأنصاره بأن حشد القوى المدنية كان كبيراً وضخماً فى مليونية الثلاثاء والجمعة يتم ترتيب حشد إسلامى آخر تحت شعار نصرة شريعة الله، باختصار كلما شعر الرئيس ومن معه بفشل أو رغبة فى الخروج من مأزق لجأوا إلى استغلال لعبة الشريعة لإدخال الإسلاميين فى قلب المعركة حول الهوية من غير إعطائهم الفرصة ليسألوا أنفسهم عن حقيقة المعركة الدائرة: أهى حول الهوية أم الاستبداد، حتى أصبح الدين عند الإسلاميين- كما يقول الهضيبى - تابعا غير متبوع، وخادما غير مخدوم، والخلاصة من كل ذلك أن تنظيمات تيار الإسلام السياسى وظفت مفهوم الضرورة بعد أن أعادت تعريفه بعيدا عن التعريفات الشرعية له، وأضافت لذلك قوة الثقة، وبطاقة الإرهاب بسياسات الهوية، لتطوع الشريعة فى يد القيادات فى إطار خدمة التنظيم.
3 - أحد الذين يقدرون العقل وضرورة إعماله كتب يدعو الإخوان والسلفيين لفهم سبب اعتراض القوى المدنية على الإعلان الدستورى الديكتاتورى للرئيس يقول لهم تخيلوها حدثت بهذا الشكل كيف سيكون موقفكم: (أصدر رئيس الجمهورية الفريق أحمد شفيق إعلانا دستوريا بتحصين قراراته من أى طعن قضائى، كما قرر أن يعطى نفسه صلاحيات استثنائية. وعلل الرئيس شفيق ذلك برغبته فى الإسراع فى المرحلة الانتقالية، وقام بتحصين تأسيسية أثار تشكيلها جدلاً كبيراً فى مصر. وأعربت الرموز السياسية والعديد من الرموز القضائية عن رفضهم الإعلان الدستورى للرئيس شفيق، وطالبوا بإلغائه فوراً. إلا أن الرئيس أحمد شفيق أكد أن كل الشعب معه وأنه يعرف ما لا يعرفه الآخرون، ولذلك قام بما قام، وطالب الجميع بأن يحضنوا بعض حتى يخرجوا من عنق الزجاجة». وتناولت جريدة الأهرام الإعلان الدستورى للرئيس شفيق بتأييد كبير ووصفت التحرير أنهم «أقلية تعبر عن رأيها» إلا أن الجزيرة تؤيد التحرير تماماً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة