من حقك أن تضحك حتى تستلقى على قفاك، عندما تجد شخصا يعتبر كل من يعارض الرئيس مرسى من فلول النظام السابق، وأصبح لفظ الفلول «لبانة» فى أفواه بعض كبار رجال النظام والمدافعين عنه، وهم يعرفون طبعا أنهم كاذبون، لكنهم يواصلون كلامهم على أمل أن يستروا ما لا يمكن ستره. لكن بعض كبار منافقى النظام السابق والحالى، لا يتصورون أن هناك مواطنين يقفون مع الحق أينما وجد، ولا يشغلهم من معهم ومن يقف بعيداً عنهم.
وغالباً لا يسأل أى منهم نفسه كيف يمكن لهؤلاء الذين ساندوا استقلال القضاء أيام مبارك، هم أنفسهم الذين ينتقدون المواقف المتخاذلة والمداهنة لبعض أعضاء قضاة الاستقلال سابقا، وحماة الاستبداد حالياً. وهؤلاء لا يتصورون أن الذين كانوا يساندون تيار الاستقلال فى السابق، هم أنفسهم الذين يساندون استقلال القضاء الآن. وأنهم لم يكونوا يقفون مع أحمد ومحمود مكى والغريانى بأشخاصهم، وإنما مع مبدأ عام أيا كان من يقف معه، بل إن كثيرين ممن رفضوا المحاكمات العسكرية للإخوان، وحقهم فى الحرية والمنافسة، ومن وقفوا ضد التزوير والتلاعب من نظام مبارك، هم أنفسهم الذين يقفون ضد التزوير والتلاعب الآن ومع أى حاكم أو سلطة، وليس الرئيس مرسى بشخصه، ولو كان أى رئيس فعل ما فعله الرئيس مرسى كانت المعارضة هى نفسها.
لكن ماذا نقول لعقول أغلقت وعيون فقدت بصائرها، من أجل السلطة ومكاسب بسيطة، بما يشير إلى أن نظام مبارك فى الواقع لم يسقط، وإنما أشخاصه هم الذين رحلوا بينما حل محلهم استبداد جديد، وترزية جدد، ومبرراتية. كأننا نستنسخ نفس الشخص بوجه آخر. ولهذا نرى رجالا مثل خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان، يقف ليلسن على إبراهيم عيسى اليوم، بينما إبراهيم عيسى كان يفتح صحيفة الدستور للدفاع عن الشاطر ورفض محاكمته عسكرياً، وكان يفتح صفحات جريدته لقيادات جماعة الإخوان، وهو نفسه الذى كان يعارض مبارك جذريا، ويساند استقلال القضاء.
إبراهيم وغيره يقولون للرئيس مرسى، ما كانوا يقولونه لمبارك، لأنهم يجدون مرسى يفعل نفس أفعال مبارك، وجماعة الإخوان تفعل ما كان يفعله الحزب الوطنى، وترزية مرسى يفصلون ما كان يفصله ترزية مبارك، نفس الاحتكار والطمع والشهوة للسلطة والتسلط، بل إننا نرى فى مشروع «النهضة»، نفس مواصفات وملامح مشروع «من أجلك أنت» لصاحبه الحزب الوطنى.
والخلاصة أن نظام مرسى يرتدى وجه نظام مبارك، بشكل أسوأ، ومن دون أن يراعى فروق التوقيت، وحتى عندما يرد على منتقديه ومعارضيه، نراه يستخدم نفس المصطلحات بلا إضافة أو تغيير، فقد كان الوطنى يعتبر المعارضين قلة مندسة، وجزءا من مؤامرة، وها نحن نسمع نفس الأقوال، كان الوطنى يبرر تزوير الانتخابات وتفخيخ الاستفتاءات، وتلعيب السياسات، وهو ما نراه بحذافيره.
ولهذا ليس غريباً أن نرى عدداً من منافقى الحزب الوطنى سابقاً، وقد سكنوا فى كتائب الدفاع عن التسلط، يفعلون فعل الثورة المضادة، ويتحدثون باسم الثورة، ويتهمون معارضيهم ورافضيهم بأنهم فلول وثورة مضادة، بينما هم الفلول، وهم يعلمون ويعرفون.. ويدركون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة