هل ستنتهى الأزمات التى تمر بها مصر بعد الانتهاء من عملية الاستفتاء على الدستور؟ أم أن إعلان نتيجة الاستفتاء سيكون بداية لأزمات جديدة سياسية واجتماعية واقتصادية.. على عكس ما يروج دعاة الاستقرار الجدد من جماعة الإخوان، وتيار الإسلام السياسى، وبعض المتأخونين والمنافقين؟ فقد بشروا الشعب بالاستقرار، ومنحوه صك الدخول إلى الجنة ثلاث مرات فى أقل من عامين للتصويت بنعم على استفتاء 19 مارس 2011، من أجل «الاستقرار والعجلة اللى بتدور»، وكان هذا الاستفتاء بداية الكوارث والأزمات السياسية التى نعانى من نتائجها حتى الآن، ثم دافعوا وجاهدوا لإجراء الانتخابات البرلمانية أولا ضد دعوة القوى المدنية بضرورة إعداد الدستور أولا وأوهموا الناس بالاستقرار والتصويت لصالحهم من أجل الاستقرار والجنة أيضاً، فقفزوا على السلطة ورددوا «الشرعية فى البرلمان»، ضد هتافات الثوار «الشرعية فى الميدان».
والمرة الثالثة فى الاستفتاء على الدستور، أطلقوا كل حناجرهم وسهامهم واستخدموا كل أسلحتهم للترويج لبضاعتهم الفاسدة، وأيضاً من أجل الاستقرار ودخول الجنة.
النتيجة فى كل مرة أن الاستقرار لم يأت، ولا دخل المصريون جنة الإخوان الموعودة، ولم تشهد مصر عنفا وانقسامات ودماء طوال العامين الماضيين منذ يناير 2011، مثلما شهدت بعد كل مرة يروج فيها تيار الإسلام السياسى للاستقرار، فالاقتصاد المصرى فى أسوأ وضع له، ومعدلات الفقر والبطالة تتزايد بصورة خطيرة، ودماء المصريين أريقت فى بورسعيد وأسيوط ومحمد محمود والاتحادية والإسكندرية. وكان من الواضح أن الدعوة للاستقرار، كانت من أجل استقرار الإخوان فى السلطة، وليس استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر. فلا يهم بعد التمكين والأخونة أن تنقسم مصر وتتفجر أحداث العنف فى حروب الشوارع، ويتم الاعتداء على الإعلام والقضاء وتحاصر المحكمة الدستورية، ونيابة مدينة نصر، ومدينة الإنتاج الإعلامى، ويحرق مقر حزب وصحيفة الوفد، وتنطلق ميليشيات «حازمون» فى الشوارع لترهيب القوى السياسية دون رادع من شرطة أو قانون.
وكما فى لغة المنطق فإن المقدمات تؤدى حتماً إلى نفس النتائج، فحتى لو مر الدستور كما يتمنى الإخوان، فلن يأتى الاستقرار، وسيجد المصريون أنفسهم فى جحيم الأزمات السياسية والاقتصادية بعيدا عن جنة الإخوان فى السلطة. وربما يكرر التاريخ نفسه عندما ثار المصريون ضد دستور إسماعيل صدقى وأسقطوه بدمائهم وتضحياتهم بعد 4 سنوات فقط، وكتبوا النهاية للديكتاتور الذى أيده الإخوان وقادتهم وقتها ضد القوى الوطنية الأخرى.. وما أشبه الليلة بالبارحة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة