هل يثور الشعب فى 25 يناير على الإخوان؟

عندما كنت أقول لبعض أصدقائى المقربين، إن الشعب المصرى لم يقم بثورة، وأن ما حدث هو انتفاضة شعب على نظام مبارك المخلوع، وأننا استبدلنا بديكتاتورية مدنية متمثلة فى مبارك، ديكتاتورية دينية متمثلة فى مرسى وجماعته، وأن القطيع السياسى الوحيد الذى استفاد من الثورة ،هم جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية والدينية، وأن حكمهم سيكون أكثر ديكتاتورية من مبارك نفسه، فهم يزعمون أنهم يحكمون باسم الله، وأن محمد مرسى هو خليفته، وأن أى معارضة لقراراته أو قرارات الجماعة، خروج عن الشرع والشرعية، يعنى من الآخر استبدلنا بمبارك الطاغوت، جماعة من الطواغيت يحكمها المرشد وليس مرسى.

كنت أقول هذا، وكان البعض لا يصدق كلامى، لكن ما حدث فى المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور من مهازل وتجاوزات انتخابية من جانب قيادات وأعضاء الحزب الحاكم «الحرية والعدالة»، وجماعته بلجان الاستفتاء فى 17 محافظة، جعل هؤلاء الأصدقاء يتصلون بى ليؤكدوا أننى كنت على حق، فمهازل الاستفتاء من جانب الإخوان، أكدت أنهم يسيرون فى نفس الطريق الذى سار فيه الحزب الوطنى المنحل، وأنهم فى طريقهم لأخونة مصر عبر التأثير النفسى على المواطن المصرى، الذى شعر بأنه تمت سرقته من جانب النظام الإخوانى منذ 28 يناير، وأنه لا فرق بين مبارك ومرسى، والوطنى والحرية والعدالة والإخوان، الجميع يلعب ضد مصلحة الوطن والمواطن.

لقد أدانت جميع وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية غير الإخوانية، مهازل النظام «الإخوان وحزبها» فى المرحلة الأولى، وكنا نعتقد أن هذا الحزب، سوف يرتدع ويغير من أسلوبه فى المرحلة الثانية، لكن تكرر نفس السيناريو من تزوير وتزييف لإرادة الناخبين، والتأثير عليهم، ليقولوا «نعم» من أجل عجلة الإنتاج الوهمية، التى كان نظام مبارك يرددها، والنتيجة خروج دستور مشوه، ومشكوك فى شرعيته، تم فرضه على الشعب.

وبعد إعلان النتائج سوف يتعامل الإخوان مع المعارضة بشراسة وعجرفة، وسيأخذهم زهو الانتصار المزيف.. الذى لا يختلف كثيراً عن انتصار جماعة جمال مبارك وعز فى انتخابات مجلس الشغب 2010، التى أعقبها انتفاضة الشعب ضد مبارك، فهل سيتكرر نفس السيناريو ضد الإخوان، ومرشدهم، ورئيسهم مرسى، ومهندسهم الشاطر فى 25 يناير 2013، ليسقط حكم المرشد ومرسى معاً، دعونا ننتظر فلم يتبقَ سوى 34 يوماً فقط على 25 يناير المقبل.