عادل السنهورى

شكراً للدكتور ياسر برهامى

الخميس، 27 ديسمبر 2012 09:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهم ما يميز الإخوة السلفيين منذ اشتغالهم بالسياسة والعمل العام بعد 25 يناير هو الشفافية الخالصة، والوضوح والصراحة، والكشف عن جميع الحقائق والمعلومات التى تدور فى الخفاء، بغض النظر عما تسببه تلك الصراحة والشفافية من صدمة وانزعاج للرأى العام.

السلفيون مازالوا يتميزون بالبراءة السياسية، ولم يتأثروا حتى الآن بأمراض السياسة، ومنطقها النفعى، وألاعيبها غير البريئة بالمرة، ولم تنتقل إليهم عدوى الدهاء والمكر، وعقد الصفقات خلف الكواليس مع حلفائهم. فقد تختلف فكريا وسياسيا مع التيار السلفى لكن تحترم وضوحه فى المواقف، وشفافيته فى التعبير عنها، وهو ما قد لا يعجب حلفاءهم من الإخوان، ويشكل عبئا سياسيا ثقيلا عليهم يعرضهم للحرج البالغ أمام باقى القوى السياسية.

فى مرتين متتاليتين يكشف السلفيون ما كان يدور فى الخفاء من اتصالات ونوايا غير صادقة فى لعبة السياسة تنزع الأقنعة الزائفة عن الوجه الحقيقى لحزب الأغلبية الجديد فى المشهد السياسى. والمفارقة أن نفس القيادة السلفية هى التى كشفت سريعا عن المعلومات والحقائق فى المرتين، وهو الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية. فى المرة الأولى كان صاحب مفاجأة وفضيحة اتصال واجتماع الإخوان والسلفيين مع الفريق أحمد شفيق قبل جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة. والثانية فى الفيديو الأخير عن القيود غير المسبوقة فى الدستور والمحكمة الدستورية والشريعة، والتى «وقع عليها النصارى والليبراليون لأنهم كانوا مش فاهمين» -وفقا لما جاء بالفيديو-، ثم أعلن عن نوايا السلفيين فى عزل شيخ الأزهر بعد تشكيل هيئة كبار العلماء التى يمكن بعد ذلك السيطرة عليها فى ظل المناخ السياسى السائد حاليا. الشيخ ياسر بمنتهى البراءة كشف أيضاً عن حالة التربص بالإعلام فى الدستور الجديد، وهو ما أكد سلامة موقف التيارات المدنية فى الاعتراض على هذا الدستور الذى لا يعبر بأى حال من الأحوال عن التنوع السياسى والاجتماعى والثقافى والدينى للمجتمع المصرى، رغم كل محاولات التسويق والتلميع والتزييف التى مارسها الإخوان قبل مراحل الاستفتاء حتى ينتزعوا موافقة الناس عليه بالتزامن مع كل الانتهاكات والخروقات وتوجيه الناخبين وعمليات التزوير الفاضح التى لم تسفر سوى عن موافقة %63 فقط من بين 16 مليون ناخب، يمثلون %33 من إجمالى عدد الأصوات.

يستحق الدكتور ياسر برهامى جزيل الشكر على «شفافيته ووضوحه» التى تفضح ما تم بليل فى دستور مشبوه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة