لو حكمت جماعة الإخوان مصر بنفس منهجها الذى كانت تعارض به الرئيس المخلوع مبارك لما وقعت مصر فى مثل هذه الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية فهذه الجماعة التى ظلت لمدة 30عاما فى صفوف المعارضة الشرسة لكل التجريف والتخريب الذى مارسه نظام الحزب الوطنى المنحل وكان كل قيادات الإخوان صقورا فى معارضتهم، حتى ولو كانت معارضة ظاهرية كما يرى البعض وأن الجماعة كانت تدير صفقات سرية مع نظام مبارك.
كنا نظن أن هذه الجماعة لديها من الأفكار والمشاريع التى تنقل مصر من دولة فى المؤخرة إلى دولة فى المقدمة وكان النموذج التركى الأقرب لأحلامنا، وكنا نظن أن الجماعة لديها كل مشاكل وهموم المواطن والوطن، وكنا نظن أن مشروع النهضة هو طوق النجاة ولكننا اكتشفنا أنه مشروع «الفنكوش»، كنا نظن أن جماعة الإخوان لن تخذل شركاءها من قوى المعارضة التى أسقطت مبارك فلن تنفرد بالقرار السياسى خاصة فى موضوع دستور مصر.
كنا نظن أن هناك خيرا فى هذه الجماعة فى قيادتها وأعضائها ولكن خابت كل الظنون مع أول ممارسة سياسية حقيقية للرئيس الإخوانى محمد مرسى والذى صدمنا فيه ولم نعد نفرق بين حكم مرسى وحكم مبارك، التشابه فى كل شىء حتى فى الفشل الاختلاف الوحيد أن مبارك سقط بعد 30 عاما ولكن مرسى سقط بعد 4 شهور من حكمه وأعتقد أنه لو استمر فترة رئاسته فإن الشعب المصرى لن يغامر باختياره مرة أخرى بعد أن اكتشفنا جميعا أن الإخوان فى المعارضة أفضل وأنهم لا يعرفون كيف تحكم مصر بعد 25يناير.
جماعة الإخوان فشلت حتى الآن فى حكم مصر وحتى بعد تمرير دستورهم لم يستطيعوا استيعاب المعارضة من أجل صالح الوطن فالرئيس وحزبه وجماعته يملكون كل الخيوط وإذا فشلوا فى إدارة ملف المعارضة الوطنية فإنهم سيذهبون بالبلاد إلى الهاوية، ونخشى أن نجد مصر مثل الصومال أو أفغانستان أو العراق بعد أن كنا نتمنى أن تكون مصر تركيا.
ليت الرئيس وجماعته يفهمون كيف يحكمون مصر، ليتهم يعرفون صالح هذا البلد الأمين والطيب أهله والذى عانى من ظلم مبارك ومرسى معا، اللهم احفظ مصر من غرور حكامها، اللهم آمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة