ما الذى كان البعض يتوقعه من خطاب الرئيس محمد مرسى أمس الأول ولم يجده؟ من تابع خطابات وكلمات الرئيس السابقة سوف يكتشف أن الخطاب الأخير لا يختلف كثيرا عن خطاباته وكلماته السابقة، ولا عن أى خطابات رئاسية خلال سنوات، فهو لا يجيب عن الأسئلة المطروحة، ويتخذ لنفسه طريقا محددا.
خطاب الرئيس لا يختلف كثيرا عن خطابات مبارك، فهو يتجاهل ما يقوله المعارضون، ويقول ما يريده هو وما يراه، وليس ما يدور بالفعل على الساحة وفى الشارع.
الرئيس شكر من شارك فى الاستفتاء، ولم يتطرق لـ32 مليون مواطن لم يذهبوا من بين 51 مليون لهم حق التصويت، قال: «أشكر من قالوا نعم ومن قالوا لا»، وهى نفسها جملة مبارك فى كل استفتاء أو انتخابات.
الرئيس لم يتطرق لتعديلات يتم إدخالها على الدستور ضمن وثيقة حواره الوطنى وما التزم به.. مع أنه اعترف بأخطاء من دون أن يحددها، وهنأ الشعب بدستور يعرف أنه ليس المتوقع ولا المأمول، بل حوله خلافات.. كان عليه أن يعطى مؤشرات على أنه مطلع على ما يجرى وما هو مطروح من قضايا أهم من التهانى والتشكرات.
خطاب الرئيس جاء بعد تعيينات مجلس الشورى التى جاءت من نفس مخزن القوى السياسية الحليفة إلا قليلا، الشخصيات فى المجالس واللجان، قيادات جماعة الإخوان، ووجهها الآخر حزب الوسط، ثم السلفيين، وباقى الحلفاء، مع بعض الزينة من الأقباط، وهى نفس طريقة مبارك.
الرئيس قال إن حكومة قنديل تؤدى دورها بشكل جيد فى ظروف صعبة، فى إشارة لعدم الرغبة فى التغيير بالرغم من مؤشرات تقول إن حكومة قنديل ليست الحكومة المناسبة فى الوقت المناسب.. وكرر طريقة مبارك فى تجديد الثقة برئيس وزراء لم يثبت نجاحا، وكأن العيب فى الوزراء، والحقيقة أن الرئيس هو المسؤول الأول عن السلطة التنفيذية، وبالتالى فهو يتحمل نتيجة عجز وفشل الحكومة.
كان هناك من يتصور أن يكون خطاب الرئيس أكثر شمولا، يتضمن كلاما عن الحاضر والمستقبل، وإنهاء الفرقة، والاستبعاد والاحتكار.. يصارح المواطنين بالأحوال ويدعوهم للتكاتف والالتفاف، ويدعو لحوار حقيقى حول قضايا مطروحة، لكنه سار فى نفس طريق الخطابات السابقة.
الرئيس قال إن مصر تعيش عصرا جديدا.. بينما خطاباته لا تختلف عن خطابات مبارك.. ليس فى الإمكان أفضل مما هو كائن، وكأننا أمام منصب يفرض على شاغله ما يقال.
الشىء الوحيد اللافت هو أن خطاب الرئيس خلا من الحديث عن مفاجآت أو مؤامرات ومخططات ومندسين ومحاولات لإسقاطه، وهى الميزة الوحيدة، لكنه تجاهل أهم نقطة.
كان البعض يتوقع أو يظن أن الرئيس سوف يدعو لحوار حقيقى يتجاوز «عزومة المراكبية» التى تتم بها الدعوة لحوار، مع النفس ومع المقربين، وحديثه عن الدعوة العامة لحوار وطنى لا تختلف عن دعوات سابقة «اتفضل اتحاور» لا شكرا..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة