محمد الدسوقى رشدى

الرئاسة.. من " اللافشكرى" إلى " النستو"

الجمعة، 28 ديسمبر 2012 01:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل 25 يناير 2011 كان لمصر رئيس يحمل لقب «لافشكرى» وهو الاسم التجارى لأحد أنواع «الجبنة التى تتخذ شكل مثلث» وتزين عبواتها البقرة الحمراء الضاحكة، وتعرفها المناطق الشعبية المصرية بأنها الجبنة «النستو» التى صاغ لها السلفيون والإخوان تعريفاً جديداً يقول بأن وجودها فى بيت مواطن أو فى سندوتش أحد عياله دليل على العمالة والحصول على تمويل أجنبى، ومن قبل ذلك دليل على أن هذا المواطن ينتمى لفئة «المعفنين».
وبناء على هذا التطور غير الطبيعى لمفهوم الجبنة «المثلثات» أو «النستو» تكون مصر قد انتقلت بذلك من عصر الرئيس «اللافشكرى» صاحب ضحكة البقرة الضاحكة، إلى عصر «النستو» وتكشيرة «المعفنين» طبقا لما ظهر فى فيديو ضرب معتصمى الاتحادية الشهير.. ومن «اللافشكرى» إلى «النستو» يا سندوتشى لا تحزن فهو تدهور من حيث الكم والكيف ونوع المكونات المستخدمة والطعم والفيتامين وحتى شكل العلبة وما تتضمنه من مفاجآت وألعاب كهدايا.
من «اللافشكرى» إلى «النستو».. هكذا يمكنك أن تفهم خطاب الدكتور محمد مرسى الذى أذاعه علينا مسجلاً مساء الأربعاء ليقدم التهانى بخصوص إقرار الدستور الذى وصفه هو شخصياً بأنه يتضمن حوالى 15 مادة معيبة وتحتاج إلى تعديلات فورية سيرعى هو بنفسه حواراً لتعديلها وضمانات لتنفيذ وإقرار هذا التعديل فى البرلمان القادم، هل سمعت نكات تحمل هذا القدر من الكوميديا قبل ذلك.. رئيس جمهورية يعترف بأن الدستور به مواد معيبة، ثم يظهر فجأة ليقدم التهانى بنجاح هذا الدستور فى الاستفتاء بنسبة 63% دون أن يلتفت إلى ذكر أى تجاوزات أو غياب السواد الأعظم من الشعب عن المشاركة فى هذا الاستفتاء.
لا أريد الخوض فى الماضى ولا بلاوى الاستفتاء ولا الدستور، أنا فقط أخبرك أن رئيسك الذى يجلس على كرسى حكم مصر لا يجد أى غضاضة أو حرج أو عيب أو حرام فى أن يمرر لك أشياء لتأكلها أو مشاريع لتعمير هذا الوطن وهو يعلم أن بها نسبة عيب قد تتخطى الـ10% أو الـ15% مثلما مرر لك دستوراً وهو يعرف أن به نسبة عيب حددها هو نفسه بالاتفاق مع نائبه السابق محمود مكى بـ15 مادة دستورية واجب تغييرها فوراً.
ظهر محمد مرسى كما فى أغلب خطاباته تائها، مرتبكا، يقرأ من أوراق غير جيدة الصياغة ويرتجل مستنداً على عقل لا يجيد الابتكار ولا الإبداع، ومتخذاً لسياسة خطابية تشبه إلى حد كبير سياسة خطب مبارك العامة التى لا تقول أى شىء، غير أن الرئيس مرسى أضاف إلى تلك الخلطة الخطابية الساذجة والسلبية مزيداً من توابل كله بالحب والأحضان.
لا شىء يستفزك لأن تحتشد نفسياً وتبحث لكى تقوم بتفسيره أو تحليله، اللهم إلا التدبر فى ملكوت الله ومخلوقاته وكأنك تشاهد بعض مضامين ناشيونال جيوجرافيك!!
ولا شىء يقوله الرئيس يدفعك لأن تراجع موقفك الشخصى منه سواء كنت مؤيدا أو معارضا، فالمؤيد مجبر على أن يقول أحسنت طبقاً لقوانين السمع والطاعة، والمعارض يزداد يقينا بموقفه السلبى من مرسى كلما شاهده مرتبكاً مكرراً للكلام والأفكار «متلجلجاً» فى المواقف.
هكذا هى أغلب خطب الرئيس فى الفترة الأخيرة، مادة للتسلية فى ظل غياب توفيق عكاشة ومحمود عزب وخفوت نجم قناة موجة كوميدى، وفى نفس الوقت وسيلة للتأكيد على أن تغييراً كبيراً لم يصب مؤسسة الرئاسة عما كانت عليه فى عهد حسنى مبارك، والإنصاف يدفعنا للقول بأنها فى عهد مبارك كانت أكثر تنظيماً وأكثر هيبة مما تبدو عليه الآن فى رعاية الدكتور مرسى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة