بخطاب الرئيس الإخوانى محمد مرسى اليوم أمام أعضاء مجلس الشورى يكون الرئيس قد حقق رقما قياسيا فى عدد خطاباته وكلماته وحواراته وتصريحاته للجماهير، رقما يدخله موسوعة جينيز العالمية، خاصة إذا حسبنا مدة حكمه لمصر، والتى لم تتجاوز الستة الأشهر منذ فوزه فى الانتخابات الرئاسية حتى الآن والتى وصل معدلها خطبة أو كلمة أو تصريح له كل 3 أيام، وهو رقم كبير، فمتى يصمت الرئيس مرسى عن الكلام ويتحول للفعل الحقيقى لبناء مصر وليس لتمكين جماعته؟
كانت معاناتنا مع الرئيس المخلوع أنه لم يكن يتكلم إلا بعد وقوع الكوارث، فإننا نعانى مع مرسى أنه لا يفعل شيئا سوى الكلام فى الوقت الذى ينهار فيه كل شىء بمصر، فلم يستطع الرئيس مرسى أو حكومته بقيادة هشام قنديل التغلب على الانهيار الاقتصادى والاجتماعى والسياسى، حتى مطالب المواطن البسيط اليومية لم يحققها له مرسى، وهى المطالب التى خلع بسببها الرئيس السابق، وكنا نعتقد أن يخرج مرسى بعد الاستفتاء على الدستور بخطاب لإقالة حكومة قنديل الفاشلة وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى لإنقاذ مصر من الخراب، ولكن لم يحدث.
والحقيقة أننى وغيرى كنا نتمنى أن يتحدث الرئيس كل يوم بشرط أن يكون فى خطابه رؤية حقيقية لإصلاح مصر وليست خطبا ركيكة لا يمكن وصفها إلا بأنها شوية كلمات أغلبها لا يعكس الحقيقة، والدليل أن كلمته الأخيرة التى ألقاها بعد الاستفتاء جاءت مغايرة للواقع، فالرئيس تحدث عن نزاهة الاستفتاء، وهذا غير حقيقى، كما تحدث عن إشراف قضائى كامل ويبدو أن سيادته نسى أنه كان هناك إضراب قضائى كامل فى مصر وقت الاستفتاء، وأن موقف القضاة بالنسبة للاستفتاء كان معلنا، وهو المقاطعة له، مرسى زعم فى نفس كلمته أن الاستفتاء لم يكن به تجاوزات رغم أن التقارير الرقابية لبعض المنظمات أكدت عكس ذلك.
إذن الرئيس يتحدث أكثر مما يفعل لشعبه، ولهذا أطالب الرئيس الإخوانى بأن يكون خطابه اليوم أمام أعضاء الشورى الإخوانى أيضا الأخير، وأن يتفرغ لمهمته الكبرى هو بناء مصر ولا يخرج علينا إلا بعد وقف الانهيار الاقتصادى والسياسى والاجتماعى والأمنى فهل يستجيب الرئيس ويصمت أم سيعاند ليخرج علينا كل يوم بخطاب أجوف لا يتجاوز الكلمات الفضفاضة التى لا يفهمها هذا الشعب المقهور.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة