غداً يوم أسود جديد فى تاريخ مصر السياسى والاجتماعى، عندما تقرر 12 صحيفة خاصة ومستقلة الاحتجاب وعدم الصدور احتجاجا على الاستبداد والديكتاتورية وحكم الفرد والجماعة، ورفضا لكل أشكال التضييق على الحريات بما فيها حرية الرأى والتعبير، ومواجهة حملات التشويه والإرهاب والتكفير التى يمارسها النظام الجديد وأنصاره.
يوم أسود جديد فى تاريخ مصر السياسى والاجتماعى يضاف إلى باقى الأيام السوداء التى تعيشها مصر منذ محاولة الإخوان والذين معهم الاستحواذ والتمكين والسيطرة على حاضر الوطن ومصادرة وتأميم مستقبله، وهدم أركانه ومؤسساته الشرعية الراسخة بقرارات ديكتاتورية لم يسبق لها مثيل فى التاريخ الإنسانى، وبدستور استبعد كل القوى الوطنية الحية والفاعلة، ومزّق وفرّق الوطن إلى شعبين إرضاء لتيار واحد على حساب آمال وأحلام وطموحات شعب ثار على نظام مستبد من أجل الحرية والديمقراطية، لكنه اصطدم باستبداد جديد، يتخذ من الدين الحنيف ستاراً وسيفاً فى مواجهة معارضيه.
احتجاب الصحف وتسويد شاشات الفضائيات الخاصة غداً وبعد غد، هو تعبير عن حالة الفزع والقلق والخوف الشديد على حاضر الوطن ومستقبله، والاصطفاف مع كل القوى الثورية والوطنية ضد الديكتاتورية والاستبداد الدينى، واستمراراً لكفاح الجماعة الصحفية.. لانتزاع حريتها واستقلالها وصون كرامتها فى مواجهة الفاشية الجديدة. وكنا نظن أن تقلق هذه الخطوة النظام الجديد ورئيسه، ولكن لا حياة لمن تنادى وتزأر فى وجهه، فقد تجاهل ثورة الغضب فى الشارع الذى قسمه ومزقه.
النظام السابق فعل نفس الشىء وتجاهل مرتين غضبة الصحفيين، واحتجاب الصحف فى عامى 96 و2006، وكانت نقابة الصحفيين هى خط المواجهة الأول للمجتمع فى معركة الحريات ضد استبداد مبارك، وكانت احتجاجات الصحفيين ضد موجة القمع، هى فأس البداية فى تآكل أركان نظام مبارك، عندما انطلقت ولأول مرة من داخل النقابة عام 96 صيحة «يسقط حسنى مبارك»، وأصبحت النقابة بسلالمها قبلة ومقرا لكل أشكال الغضب السياسى والاجتماعى لكل فئات الشعب.
الجماعة الصحفية الحرة والشريفة دخلت فى مواجهة طويلة مع نظام مبارك وانتصرت فى النهاية، وعليها الآن مع باقى الأحرار والشرفاء فى هذا الوطن أن تواصل كفاحها ونضالها ضد الاستبداد الجديد المتشح بالدين لنيل الحرية الكاملة لها ولمصر وشعبها بإذن الله.
ومهما كانت الحشود والكثرة التى تعجب النظام الجديد، فإنها لن تغنى عنه شيئاً وستضيق عليه الأرض بما رحبت، وسيولى مدبرا مثلما ولى سابقه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة