عندما تحتفى المنابر بأمثال وجدى غنيم وأبوإسلام وتمنع الشيخ حسن عبدالبصير من إمامة المصلين وخطبة الجمعة، لمجرد أنه دعا الحاكم إلى التحرك للم شمل المجتمع عن طريق الحوار بدلا من القرارات التى تقسم وتفرق وتصنع الفتنة، تأكدوا أن مسار هذه الطغمة الحاكمة ومنافقوها إلى زوال قريب.
عندما يعتمد أهل الحكم عندنا على أدعياء التدين الذين ابتلينا بهم خلال العامين الماضيين، والذين يتاجرون بشيطنة المختلفين معهم وإخراجهم من الملة والطعن فى إسلامهم ووطنيتهم، بينما يستبعدون دعاة الحوار ومن يرفضون مبدأ الطاعة العمياء أو من يملكون شجاعة مراجعة أصحاب السلطة أيا كانت مواقعهم، تأكدوا أن الذين يمسكون بمقاليد الأمور أصغر كثيرا من أن يديروا بلدا بحجم مصر، وأنهم إلى ما يستحقون ذاهبون.
عندما يتصدر الواجهة ويتطاول على عموم المصريين الكادحين الشرفاء من كان يوقع حتى وقت قريب فى مباحث أمن الدولة، ومن كان لا يتحرك من منزله إلى الجامع إلا بمعرفة ضابطه المسؤول عنه، ومن كان يتطوع بكتابة التقارير فى إخوانه ورفاق دربه طمعا فى مزيد من المال أو حرية الحركة أو النفوذ، تأكدوا أن ما نحن فيه محنة لا تزول إلا بمزيد من القبض على جمر هذا الوطن والتأكد أن موجات الأوبئة والأمراض الكاسحة ليست هى الأصل فى الحياة، وسرعان ما تنحسر عن عهد أفضل وأجيال جديدة، أقوى مناعة وأكثر وعيا وأقدر على مواجهة التحديات.
عندما يتقيأ علينا الجهلة والسفهاء الشعارات الغبية والخرافات التى لا تصنع مجتمعا متقدما ولا تقيم دولة حديثة بزعم أن ذلك هو الفهم الصحيح للدين، وعندما يختزلون الدين فى السفاسف والقشور والمعارك التافهة والعبارات المطاطة التى لا يستطيعون تفسيرها أو تفصيلها فى مشروع للإدارة والحياة، تأكدوا أن المقاومة واجبة على كل مواطن يؤمن بأن من حقه أن يعيش فى وطنه غير خائف أو مكتئب أو حزين أو يائس أو مقهور أو غريب.
عندما يصل بنا نظام خلال خمسة أشهر فقط إلى ما نحن فيه من انقسام وتخلف وفقر وحيرة وهدم للمؤسسات وعدوان على الحريات، فلابد أن تخرجوا لتقويمه أو إسقاطه، ماذا تنتظرون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة