على درويش

النجاة فى الصدق

الإثنين، 03 ديسمبر 2012 10:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أنت كاذب؟ وهل اعتدت الكذب؟ وهل تستنعذبه؟ إن كنت كذلك فأنت فى خطر عظيم. أولاً «لأن الكذب يؤدى إلى الفجور والفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذاباً» هذا ما قاله رسولنا العظيم الكريم عليه الصلاة والسلام، والويل كل الويل والخسران للذى يكتب كذابا عند ملك الملوك سبحانه وتعالى. وثانيا الخطر الداهم الآخر هو أن الكذب قرين النفاق وحذرنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»،
والمتأمل للحديث النبوى الشريف يرى بوضوح العلاقة بين الكذب والخيانة والغدر والفجور عند الخصام أو الاختلاف. والكذاب يكذب على نفسه، وعلى الناس ليحقق مجداً زائلاً رغم أن كل الكذب زائل يفضحه الله سبحانه وتعالى إن آجلاً أو عاجلاً، وخسارة الكذب هائله على مستوى الدنيا أو الدين. والكذاب جبان إما أنه يخفى قبحه أو يزيف حقيقته بالكذب، وهذا يدفعه ليعيش فى وهم، ومن الوهم يتولد الكبر والإعجاب بذاته وبكذبه. والكبر والزهو بالذات صفات بغيضة لا يرضى الله سبحانه وتعالى عن المتخلق بهما. ومن آثار الكبر احتقار الناس وانتقاصهم، وقد قال الله تعالى عن استعلاء فرعون وقومه على موسى عليه السلام وبنى إسرائيل: «ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ» وبما أن الجزاء من جنس العمل، فإن المتكبر المحتقر للناس يحشره الله تعالى يوم القيامة تحت أقدامهم.

ولقد حرم الله سبحانه وتعالى الجنة على أهل الكبر ولقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر لا يدخل الجنة. وقد جاء فى التاريخ الإسلامى أن هارون الرشيد التقى رجلاً يهودياً وكان لليهودى حاجة فقال لهارون الرشيد «اتق الله» فنزل الخليفه هارون الرشيد من على فرسه وسجد على الأرض وقضى حاجه اليهودى. فسأل الناس هارون الرشيد لماذا فعل ذلك قال الخليفه المسلم «أخشى أن أكون ممن قال الله فيهم: «وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ».

الكاذب والمنافق فى النار إلا أن تاب وأصلح واستغفر ربه. وجاء فى المرويات أن سيدى على الخواص رضى الله عنه كان جالسا فى حانوته فدخل عليه رجلا فاراً من جند المماليك وأخفى نفسه خلف الأقفاص التى يصنعها سيدى على الخواص رضى الله عنه، وعندما جاء الجند وسألوا سيدى على الخواص عن الرجل قال لهم إنه بالداخل فلم يصدقه الجند وتركوه. فلما سأله الرجل عن سبب إفصاحه عن اختفائه فى الحانوت، قال سيدى على رضى الله عنه «إن الصدق هو الذى أنقذك فلو كذبت لدخلوا الحانوت وبحثوا عنك».. النجاة فى الصدق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة