عادل السنهورى

سيناريو الانقضاض على الأزهر

الأحد، 30 ديسمبر 2012 06:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ مايو 2011 وملامح سيناريو جديد تتشكل لسحب البساط من تحت أقدام مؤسسة الأزهر الشريف، والانقضاض عليه، وتحويل دفة الفتوى من علمائه إلى هيئات وجهات أخرى لرموز سلفية وإخوانية، صاحبتها تصريحات علنية أحيانا، وفى الاجتماعات الخاصة أحياناً أخرى، تهاجم الأزهر، وتطالب بإعادة تشكيله، وعزل شيخه الجليل، باستغلال المناخ السياسى الجديد لنظام الدولة الجديدة التى يسيطر عليه أكبر فصيل لتيار الإسلام السياسى، بهدف إحكام الهيمنة على جميع مؤسسات الدولة، بما فيها المؤسسة الدينية العريقة التى عملت طوال تاريخها على الحفاظ على وسطية الدين الإسلامى بسماحته واعتداله ومدنيته، وكان – ومازال- منارة الإشعاع الثقافى لقوة مصر الناعمة فى أصقاع الأرض، خاصة فى دول العالم الثالث فى أفريقيا وآسيا.
الهجمة الشرسة على الأزهر ومحاولة تقويض أركانه بدأت بعد ثورة 25 يناير مع ظهور تيار الإسلام السياسى بأطيافه المختلفة فى المشهد السياسى، وتشكلت ما يسمى «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» فى مايو 2011 من حوالى 119 شخصاً من قيادات سلفية وإخوانية مثل المهندس خيرت الشاطر، والشيخ صلاح أبوإسماعيل، والشيخ محمد حسين يعقوب، والشيخ محمد حسان، وصفوت حجازى، وطارق الزمر، وأبوالأشبال، وغيرهم، واعتبرت نفسها صاحبة الحق فى إصدار فتاوى أثارت الجدل فى المجتمع المصرى، وآخرها فتوى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم، وهى الفتوى التى تسببت فى غضب اجتماعى وسياسى ودينى على الهيئة التى تطرح نفسها كبديل عن مؤسسة الأزهر كخطوة أولى فى سيناريو الهدم والسيطرة، وتغيير الهوية الدينية الوسطية للأزهر الشريف.

هناك مخاوف كثيرة على الأزهر فى الفترة المقبلة أكدها الفيديو الأخير للشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وعلى هذه المؤسسة العريقة أن تهب للدفاع عن نفسها، وعن كيانها وأهدافها فى نشر تعاليم الدين الصحيح بصورته الوسطية السمحة فى جميع دول العالم من خلال بعثات علمائه، والتحاق أبناء الدول الإسلامية فى آسيا وأفريقيا بجامعة الأزهر الشريف، والتى حققت لمصر ريادتها وقيادتها لهذه الدول.
الأزهر فى خطر، وعلى علمائه وأبنائه أن يستعدوا للدفاع عنه بقوة وصلابة فى مواجهة أفكار وفتاوى لا تعبر عن سماحة الدين ووسطيته، وأن يستعيدوا دوره الريادى والقيادى فى الداخل والخارج للإبقاء على هوية مصر التى يحاول أتباع النظام الجديد تشويهها وتجريفها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة