هذا يوم أسود فى تاريخ مصر.. محاصرة المحكمة الدستورية سابقة لم تحدث فى تاريخ هذا الوطن هى.. وصمة عار بامتياز ولا أعلم كيف فكر زعماء الفتنة من رموز تيار الإسلام السياسى ليزحف أنصارهم إلى أعلى مؤسسة دستورية فى البلد ويهددون القضاة بهتاف ممجوج يقول "إعطنا إشارة نجيبهملك فى شيكارة". ماذا يريد هؤلاء إلا تحويل مصر لقندهار وإشعال حرب شوارع لا تبقى ولا تذر. البيان الذى أصدره قضاة المحكمة سيسجله التاريخ بحروف سوداء، وما حدث سيجعل المؤسسة القضائية تنتفض والأصوات الشاردة بعيداً عن حصنها ستعود بقوة وعناد وسنصبح لأول مرة فى تاريخنا أمام مواجهة وصدام عنيفين بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، هذا الصدام الكارثى سيصل بنا نحو طريق هدم الدولة ومؤسساتها واذ حدث هذا ـ ونتمنى ألا يحدث ـ فنحن ندوس فى رمل ناعم ومستنقع سياسى تكون فيه الغلبة للأقوى صوتاً وحشداً يغيب فيه صوت العقل والحكمة وستدخل مصر فى دوامة لا يعلم إلا الله متى تنتهى وكم من الأرواح ستزهق فى مناخ يعمه العمى والغوغائية، إن ما حدث يمثل همجية سياسية وإرهابا فكريا وماديا لم تشهده مصر من قبل وهذا الحصار الذى مارسه شباب لا يتحملون أية مسئولية ويتحركون بمبدأ السمع والطاعة سيؤدى بنا إلى جحيم لا آخر له.. حصار الدستورية ليس حصاراً لقضاة كما تدعون بل هو حصار لمصر وإزهاق لروحها وتشويه لسمعتها دولياً وهنا يصبح من الحتمى الآن أن يعلن الرئيس موقفه مما يحدث ويطلب من جماعته الانسحاب فوراً وإجراء حوار الآن مع رموز المعارضة وحكماء القضاة ورؤساء المحاكم وفك هذا اللغم ونزع فتيله لأنه حين ينفجر سيعم الحريق الجميع وإذا اشتعل جزء من الوطن فسوف يسرع النافخون فى النار الفتنة وساعتها سيندم الجميع حيث لا ينفع الندم.. أليس فيكم عاقل رشيد يا أولى الألباب ؟!
شيوخ التقسيم
لا أعلم حتى كتابة هذه السطور ماذا سيفعل الرئيس أمام قرار القضاء بالامتناع عن الإشراف على الاستفتاء للتصويت على الدستور وهو ما كنا نتوقعه قبل حصار المحكمة الدستورية ما بالك بعد حصارها.. ثم سمعنا عجباً عجاباً أن الدعوة السلفية تدعو أئمة المساجد للإشراف على الاستفتاء بدلاً من القضاء وإخوانى يدعو أساتذة الجامعات وآخرون يقولون إن القضاة بينهم مستشارون إخوان وسلفيون ويحرضونهم للخروج عن إجماع القضاة. وتحول الأمر لمزاد علنى لتقسيم مصر وتعظيم الفجوة والهوة بين أبناء الوطن الواحد وبين الرئاسة والمعارضة وبين المسلمين والمسيحيين، البعض يسعى الآن بكل قوة لتعقيد الموقف وصب الزيت على النار تماماً كما فعل أئمة المساجد فى خطبهم وقسموا المصريين وارتكبوا أكبر خطيئة بتحويل كل من يرفض الدستور لعلمانى كافر وكل من يؤيد مرسى لمسلم مثواه الجنة كما قال الشيخ عصام العريان.. بالذمة ده كلام ارحمونا يا من تعبثون بهذا الشعب ومصيره ؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة