ما إن تجلس لتشاهد الخطب الأسبوعية للرئيس الإخوانى محمد مرسى وهو يخطب فى أحد المساجد كل يوم جمعة حتى تجد نفسك تعود للوراء لكى نتذكر هذا المشهد الرائع والعظيم للرئيس جمال عبدالناصر أثناء خطبته الشهيرة فى الجامع الأزهر فى أعقاب العدوان الثلاثى على مصر وشتان بين خطب الزعيم وخطب الإخوانى محمد مرسى فخطاب ناصر بالأزهر كان خطاباً للم الشمل أما خطب مرسى فهى لشق الصف وتفتيت الأمة وإشعال الفتن داخل بيوت الله.
ورغم أننى لست ناصرياً أو منتميا لتنظيم أو حزب ناصرى ولكننى مثلى كمثل الملايين من شعب مصر ممن أحبوا جمال عبدالناصر رغم كل الأخطاء خاصة نكسة يونيو التى وقع فيها الرجل ولكنها لم تصل لدرجة الخطايا كما حدث مع الرئيس المخلوع مبارك والرئيس المنتخب محمد مرسى فكلاهما تعمد تجاهل شعب مصر فى قراراته والتى أدت إلى ثورة على الأول وموجة غضب ضد الثانى بسبب عناده ورفضه إلغاء الإعلان الدستورى واستمراره فى السير لفرض دستور وضعته جمعية تأسيسية مشكوك فى قانونية تشكيلها ثم قيام عدد من جماعته بإرهاب القضاة والحصار المفروض الآن على أعضاء المحكمة الدستورية العليا خير شاهد على خطايا الرئيس وحزبه وجماعته.
والغريب أن بعض قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بدأوا منذ صدور الإعلان الدستورى الأسود يبررون جريمة الإعلان الدستورى بأن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استخدم فكرة تحصين قراراته بعد ثورة 23 يوليو المجيدة أى أن ناصر عدوهم اللدود أصبح نموذجاً ومثلا يحتذى به مرسى.
فإذا أراد مرسى وجماعته أن يبرروا إصدار الإعلان الدستورى المشبوه بأن ما قام به ليس بجديد وسبقه من قبل الزعيم عبدالناصر فإننى أقول لهؤلاء إن جمال عبدالناصر كان قائداً لثورة حقيقية ثورة طرد الاحتلال الإنجليزى وأسقطت الملكية أما الدكتور مرسى فإنه لم يكن فى يوم من الأيام زعيماً لثوره أو حتى مشاركاً فى اشتعالها وأنه لولا عصبته لما أصبح رئيساً لمصر..
يادكتور مرسى.. عمك عبدالناصرالذى نعرفه هو الزعيم الذى انحاز للفقراء بالفعل وليس بالكلمات والأحضان والوعود الفشنك، عبدالناصر بنى نهضة صناعية دون أن يتشدق بمشروع وهمى اسمه النهضة، عبدالناصر سيظل نصير العمال والفلاحين.