للأسف هانت علينا مصر فتركناها تغرق فى بحر من الفوضى العارمة، هانت علينا فانقسمنا لعدة فِرق، وحولنا ميادين الجمهورية إلى ساحات استعراض للقوة وإرهاب الآخرين، هانت علينا لتُصبح القمامة سمة رئيسية من سمات شوارعها، هانت علينا ليتحول إعلامنا إلى وسيلة ردح وسباب ونَشر الغسيل الوسخ أمام العالم كل ليلة، هانت علينا فانطفأت أنوارها وغابت السياحة عنها وصُنفت ضِمن الدول غير الآمنة.
هانت علينا لدرجة أن كل من يقابل مواطن مصرى بالخارج يسأله «مصر عاملة إيه دلوقت؟!»، هانت علينا فأصبح الأصدقاء بالدول الأخرى ينظرون إلينا نظرة الشفقة ويحاولون مساعدتنا، هانت علينا، فأصبحت معالمها فى خطر حيث طالب البعض بهدم الأهرامات وأبوالهول وتحطيم التماثيل! هانت علينا فأصبح دستورنا الجديد لا يحظر زواج الأطفال ولا يحظر تأجير قناة السويس ولا يحظر بيع أراضى سيناء مما يفتح المجال لتشريع قوانين جديدة مستقبليا!
هانت علينا مصر فأصبح لابن مزدوجى الجنسية الحق فى الترشح للرئاسة، هانت علينا مصر فأصبحنا نهاجم وزارة الداخلية بالحجارة والمولوتوف ونتهم جهاز المخابرات بالتآمر على الوطن ونشكك فى وطنية قواتنا المسلحة، هانت علينا فأصبح منا من يرهب القضاة ويمنعهم من إصدار الأحكام ويضيع هيبتهم.
هانت علينا فأصبح هناك آلاف السياسيين والناشطين الذين يلعبون فى جينات الوطن وينصبون أنفسهم أوصياء علينا، هانت علينا فأصبح التخوين سمة الوطن، هانت علينا فاختصمنا بعضنا البعض بساحات المحاكم وأصبحنا من الشماتين.
هانت علينا فامتنع منا عن الإدلاء بصوته بالانتخابات وباع بعضنا مصيرنا مقابل زجاجة زيت وكيس أرز وكيلو سكر، هانت علينا فحولناها إلى غابة بلا قانون وأصبح البقاء فيها للأقوى، هانت علينا فأصبح للميكروباص والتوك توك دولة داخل الدولة وسارت الدراجات البخارية بدون لوحات معدنية وأصبح الشارع والمرور فى فوضى حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هانت علينا فأصبحت سيناء على وشك الضياع، هانت علينا لدرجة أننا أصبحنا بانتظار القرار من الولايات الأمريكية المتحدة، هانت علينا لدرجة انتظار القروض من قطر والبنك الدولى والاتحاد الأوروبى، هانت علينا مصر أقدم دولة بالتاريخ، وهانت علينا حضارتنا العظيمة ووحدتنا منذ آلاف السنين!
اللهم احفظ مصر التى أرسلت إليها سيدنا يوسف لتحفظها من السنوات العجاف، والتى أرسلت إليها سيدنا موسى لينقذها من عبادة فرعون، اللهم احفظ مصر التى لجأ إليها سيدنا عيسى وأمه السيدة مريم العذراء عليهما السلام، اللهم احفظ مصر التى ذكرتها بالقرآن الكريم ووصفتها بالأمن والأمان، اللهم احفظ مصر التى أثنى عليها حبيبك المصطفى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأوصى بها خيرا، اللهم احفظ مصر التى جعلت منها السيدة مارية القبطية زوجة للرسول الكريم والتى أرسلت منها السيدة هاجر زوجة لسيدنا إبراهيم عليه السلام.. يا الله يا عظيم لقد عجزنا وضاقت صدورنا وليس لنا سواك يا قادر على كل شىء، اللهم آمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة