فى الأفلام المصرية القديمة كان رئيس العصابة الحقيقى يظهر فى منتصف الفيلم بعد أن يستنفذ بديله الجهد فى إقناع باقى أبطال الفيلم من رجال البوليس بأنه الرجل الأول فى العصابة وليس الرجل الثانى، وفجأة يظهر زكى رستم فى «رصيف نمرة 5» أو محمود المليجى فى «سمارة» أو عبدالخالق صالح فى فيلم «الرجل الثانى» تصاحبه موسيقى تصويرية موحية ودخان كثيف من سيجاره وهو جالس فى الظلام على كرسيه الفخم ليفاجئ المشاهدين بأنه زعيم العصابة الذى ظل يخدع الجميع بمظهره الأنيق وطيبته وصلاحه الزائف حتى تأتى اللحظة الحاسمة للكشف عن شخصيته.
زعماء العصابات والمجرمون فى الأفلام القديمة كانوا يتعاملون بذكاء سياسى يفتقده رؤساء عصابات إجرامية حالية فى السلطة كشفت عن وجوهها القبيحة بسرعة قياسية وبغباء سياسى يحسدون عليه وفى انكشاف مذهل أمام الرأى العام الذى ظلت غالبيته مخدوعة بـ«تقية» كاذبة كانت تمارسها هذه العصابات الإجرامية طوال 80 عاما رغم سجلها الدموى العنيف ضد الشعب المصرى فى الأربعينيات والخمسينيات وتفجيرهم المحال والمصالح الحكومية وقتلهم للوزراء ورؤساء الوزراء ومحاولتهم قتل الزعماء من خلال ميشلياتها وأجنحتها السرية والتآمر مع الخارج والداخل ضد مصر التى أهانوها وسبوها «طز فى مصر وفى أبومصر».
صوروا للناس زورا وبهتانا إنهم أصحاب مشروع حضارى وأصحاب تاريخ نضالى وإنهم ظلموا طوال تاريخهم واضطهدوا وسجنوا وعذبوا، وصدقهم الناس بعض الوقت واعتبروهم فصيلا وطنيا له حق مشروع فى ممارسة العمل السياسى، لكن الكذب والتزوير لا يستمر طويلا ولا يدوم أبدا، فقد سقط القناع عن القناع.
رؤساء العصابة الآن كشفوا عن الوجه الحقيقى والأصيل لهم بعد «إعلان النفير العام» وحشد «المليشيات المسلحة الإجرامية» فى مواجهة متظاهرين ومعتصمين عزل وقتل الأبرياء برضاء وموافقة وتأييد من رئيسهم الذين كنا نظنه رئيسا للمصريين وليس لجماعة إرهابية تحمل السلاح وتهدد وترهب الشعب وتعتدى على النساء والأطفال والشباب الأعزل على مرأى ومسمع قوات الأمن التى كانت تحاصر القصر.
انحاز كبيرهم لهم وساوى بين المجرمين الذين شاهدهم الناس بكآبة الوجه وغلظة القلب وبانعدام ضمير وهم يحملون السلاح فى وجه المتظاهرين بشعارات الجهاد ويعتدون بكل قسوة وعنف على النساء والأطفال والشباب، وبين المتظاهرين السلميين، ودافع عن جماعته وحزبه وتحدث مثلما كان سلفه فى الرئاسه عن مؤامرة كونية ضده ونسى أنه السبب الأول فيما يحدث الآن فى مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة