رحلت الفنانة سهير البارونى أمس الثلاثاء، عن عالمنا دون أن يشعر بها أحد، وبعد أن عانت كثيراً من تجاهل المخرجين وشركات الإنتاج لها، فعلى الرغم من موهبتها الحقيقية التى تأخذك إلى زمن الفن الجميل، وتذكرك بنجوم كثيرين نفتقدهم حاليا، إلا أنها عانت طويلا من تجاهل غريب من صناع السينما والتليفزيون، مما جعلها تتمنى أن يكون لها مصدر رزق آخر غير الفن.
فقد شاركت الفنانة الراحلة سهير البارونى فى العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية التى لاقت إعجاب الملايين على مستوى الوطن العربى، فبدأت حياتها الفنية عام 1955عندما شاركت فى فيلم "أيام وليالى" مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وبعدها شاركت فى العديد من الأعمال السينمائية مع عدد كبير من نجوم زمن الفن الجميل، ومن هذه الأفلام "عريس مراتى وبيــن القـصـريــن و30يوم فى السجن وهارب من الزواج وأعز الحبايب وعشاق الليل" مرورا بأفلام "سمع هس، والجواز للجدعان"، حتى شاركت فى آخر عملين هما "فول الصين العظيم" مع الفنان محمد هنيدى و"قصة الحى الشعبى"، بطولة طلعت زكريا ونيكول سابا.
كما شاركت فى العديد من الأعمال التليفزيونية منها "لن أعيش فى جلباب أبى وشاهد إثبات وكريمة كريمة وعصابة بابا وماما وعريس دليفرى"، مع الفنان هانى رمزى، كما شاركت فى العديد من الأعمال المسرحية منها "هاللو شلبى وحواديت وشارع محمد على".
"اليوم السابع" التقى بعدد من الفنانين والنقاد لمعرفة أهم آرائهم، وأهم المواقف التى تقابلوا بها مع الراحلة سهير البارونى.
الفنانة سميرة أحمد قالت عنها إنها كانت من الفنانات الكوميديات المميزات، فعلى الرغم من عدم إلتقائهما معا فى أى عمل فنى، إلا أنها كانت تحب ظهورها الكوميدى، والتى تميل إلى مشاهدته، موضحة أن الراحلة كانت تتمتع بالسيرة الطيبة والأخلاق الكريمة.
وقال الفنان عزت العلايلى إنها كانت من أعظم كوميديات جيلها، ولم تأخذ حقها التى تستحقه، وكانت تجمعه بها علاقة وطيدة، وعندما تتقابل معه فى إحدى المناسبات فكانت تقابله بحفاوة شديدة فكانت دائما تملك الوجه البشوش مهما كانت حجم أحزانها.
أما الناقد طارق الشناوى فقال إنها من كانت من الكوميديات العظيمات التى قدمت عدداً من الأعمال الكوميدية المهمة مع "ثلاثى أضواء المسرح"، فكانت تعتمد على موهبتها الحقيقية، فعلى الرغم من وسامتها إلا أنها كانت تستطيع أن تخرج كوميديا رائعة، على عكس بعض فنانات الكوميديا مثل زينات صدقى التى كانت تحسر نفسها فى خانة العانس لتخرج منها الكوميديا، ومارى منيب التى كانت تعتمد على شكلها غير الوسيم.
وأضاف الشناوى أن المشكلة الوحيدة التى واجهت البارونى أن طموحها الفنى القليل كان لا يتناسب مع حجم موهبتها الكبيرة، وهو ما أدى إلى ابتعادها فى الفترة الأخيرة.
أما الناقدة ماجدة موريس فقالت إن البارونى كانت من الفنانات البارعات فى أداء اللون الكوميدى بشكل محترم وغير مبتذل، وأهم ما يميزها أنها ظهرت مع جيل عظماء الكوميديا مثل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى، وقدمت أعمالا غاية فى الأهمية على المسرح الاستعراضى فكانت بارعة فى أداء اللون الاستعراضى بجانب الكوميدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة