صرخات أقاوم خروجها من فمى، بعد أن تحول المصريون إلى ما يشبه الفئران، يموتون بالعشرات فى مسلسل متواصل الحلقات ... دموع تكاد تنهمر من عينى أحبسها حتى لا يراها أحد .. اليأس يتملكنى، والتشاؤم من المستقبل يسيطر على وأصابنى باكتئاب ..
لا أعرف ماذا أقول، وإلى من أوجه اللوم .. انتهت أحداث بورسعيد الدامية مخلفة عشرات القتلى ومئات المصابين .. انتهت وانتهى معها استعدادات المنظرين وتجار الشعارات و"المبرراتيه" قبل ظهورهم على شاشات التلفاز المصرية منها والعربية .. الحكومية منها والخاصة .. استعدوا بمصطلحات وألفاظ لتحميل المسئولية على جهة هنا أو هناك ..
عزيزى المواطن ستسمع وتشاهد الليلة وغدا وبعد أيام العجب العجاب من هؤلاء الذين لا يمكن إلا تسميتهم بتجار الشعارات، رأوا فى تمسكهم بقول ما يخالف ضمائرهم واعتقاداتهم الدفينة داخلهم، أفضل وسيلة لاستضافتهم فى برامج التوك شو.
ليس هذا هو المهم على أى حال، إنما المهم جدا هو حال أسر هؤلاء الشهداء والمصابين وحسرتهم على فلذات أكبادهم .. لا يهمنى من السبب فى هذه المجزرة، ولا سابقتها ولا لاحقتها، بل يهمنى حال أم وأب سمعا بفقدان ابنهما الذى خرج ليس لمشاجرة، وإنما لمشاهدة مباراة كرة قدم.
أيها الكلاب أين ما كنتم – متسببين فى هذه الفوضى أو محرضين عليها أو متواطئين فيها – لا تتاجروا بدمائنا، فأصغر وأبسط ضحية لا يقل أهمية عنكم ولا عن أولادكم، بل ربما أفضل منكم ..
وإن كان لابد للمنظرين من التبارى بالكلمات فعليهم السعى إلى وقف نزيف الدماء ..عليهم أن يعرفوا أن المصريين ليسوا دواجن، وأن مصر لا يمكن أن تكون مزرعة مواشى يذبح منها الأوغاد من يريدون للاستفادة من لحومها ودمائها.
دعونا نعترف أن السواد الأعظم من الشعب المصرى – كفر بالثورة .. فيا ثوارنا العظماء ضحوا قليلا من أجل طفل وشاب يحيطه الموت.. من أجل أم تنزف دما على فقدان ابنها .. من أجل ألا يصدق الناس أنكم سبب كل المصائب فى هذا البلد .. اهدئوا قليلا حتى يتم استئصال طيور الظلام وحتى يصفق لكم الشباب والعواجيز .. وحتى لا يحملكم أعداء الثورة مسئولية إزهاق الأرواح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة