ترى ما تضاريس الخريطة التصويتية القبطية؟.. لفهم مشاركة المواطنين المصريين الأقباط فى برلمان 2012 لابد أن تتسع الرؤية لتشمل جميع جوانب التصويت القبطى ولا تقتصر على من خاضوا الانتخابات كمرشحين ولا من فازوا بمقاعد فحسب.
فقد نجح من النواب الأقباط: أمين سليمان إسكندر «فئات- الكرامة»، عماد جاد بدرس «فئات - المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، مارجريت عازر «عمال - الوفد»، حلمى صموئيل عاذر «عمال- المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، بدر براءة زاخر نعمان «عمال - الوسط»، نجيب لطفى نجيب «عمال - الإصلاح والتنمية»، رأفت سيفين حليم خليل «فلاح - الإصلاح والتنمية»، إيهاب عادل رمزى «فئات - الحرية».
منذ برلمان 1976 وحتى الآن لم ينجح بالنظام الفردى فى عشرة برلمانات سوى عشرة نواب، ثمانية منهم من حزب الحكومة، أى بمعدل نائب واحد لكل برلمان، رغم أن عدد الذين رشحوا أنفسهم من الأقباط دائمًا فى ازدياد، ففى برلمان 1976 رشح 17 مرشحًا قبطيّا أنفسهم، فى حين ترشح 177 قبطيّا فى انتخابات 2011 «ما بين قوائم وفردى».
وإذا حسبنا تكلفة المقعد الفائز فى القوائم فى الانتخابات الأخيرة فسنجده فى المتوسط يحتاج إلى حوالى ثمانين ألف صوت، أى أن الأقباط الذين فازوا بالقوائم قد حازوا حوالى «640 ألف صوت»، وإذا عرفنا أن عدد المرشحين الأقباط الذين خاضوا الانتخابات مستقلين «فردى» 112 مرشحًا، وإذا افترضنا على سبيل التقدير النسبى حصولهم جميعًا على مليون صوت، أى أن المرشحين الأقباط ما بين الفردى والقوائم حصلوا على مليون وستمائة وأربعين ألف صوت تقريبًا.
ووفق القوائم التى نجح منها أقباط هى قوائم أحزاب «الوفد، الكرامة، الوسط، أحزاب الكتلة المصرى الديمقراطى الاجتماعى - المصريين الأحرار - التجمع - الحرية، الإصلاح والتنمية». وبمراجعة الأصوات التى حصلت عليها هذه الأحزاب وفق ما أعلنت اللجنة العامة للانتخابات فإن عددها يزيد على ستة ملايين صوت. وإذا افترضنا أن نسبة تصويت الأقباط لهذه القوائم الحزبية حوالى %15 من الأصوات المنتخبة لهذه القوائم، وهذه النسبة تساوى تقريبًا 900 ألف صوت.
ومن المعروف أن عددًا من الأصوات القبطية ذهب لمرشحى حزب الحرية والعدالة مثل الدائرة الثانية أسيوط، أو فى مرحلة الإعادة بدائرة المنتزه بالإسكندرية لصالح النائب محمد دويدار، أو مع مرشحين مستقلين مثل المستشار الخضيرى، وهناك أمثلة عديدة مشابهة لذلك، فلن تقل أصوات الناخبين الأقباط المشار إليها عن مائة ألف، وهكذا يمكن أن تكون المحصلة مليونين وستمائة وأربعين ألفًا على أقل تقدير، أى ما يوازى %10 من الأصوات الصحيحة التى شاركت فى هذه الانتخابات.
هكذا يمكن قياس المشاركة القبطية فى الانتخابات، ليس بعدد المرشحين ولا الفائزين منهم فحسب بل بالقوة التصويتية للناخبين الأقباط ككل.
ومن ثم يمكن القول إن الأصوات الخاصة بالمصريين الأقباط ساهمت فى نجاح حوالى 40 نائبًا من أشقائهم المسلمين فى الوطن، ناهيك عن حصول عدة أحزاب صغيرة على نسبة نصف فى المائة التى أهلتها للتمثيل النيابى، إضافة لدورهم فى نجاح التجربة الانتخابية ككل.
وفق تلك المقاييس يعد برلمان 2012 من أهم البرلمانات من حيث المشاركة الإيجابية السياسية للمواطنين المصريين الأقباط منذ يوليو 1952، لأنه أرسى حجر الأساس لفاعليتهم على قاعدة المواطنة، وأثبت أنهم مواطنون لا طائفيون.