عاد صديقنا الثائر من إيران مبتهجا، لأنه قاطع الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد أكثر من مرة، أثناء إلقاء كلمته فى مؤتمر شباب الصحوة الإسلامية، احتجاجاً على موقف طهران المخزى من المطالب المشروعة للشعب السورى، ووقوفها مع نظام بشار الأسد الذى يقتل شعبه بشكل ممنهج يومياً. وهو موقف لن يغفره لإيران ليس الشعب السورى فحسب، بل الشعوب العربية جمعاء.
كان صديقنا معجبا بنظام الجمهورية الإسلامية، وكان يراها ملهمة للشعوب العربية، حتى اكتشف الحقيقة المرة بنفسه عندما رأى قمع المعارضة هناك وانتهاك حرية الرأى والتعبير وتقديس ولاية الفقيه "المرشد الأعلى للثورة"، وزادت صدمة صديقنا عندما وجد أن إيران تحاول تشويه ثورات الربيع العربى، وتخريب المطالب الإصلاحية بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وتحويلها إلى مطالب طائفية بغيضة، لنشر الفكر الشيعى السياسى وتصدير نظام حكم الملالى "الجمهورية الإسلامية التى تقوم على ولاية الفقيه".
وجد صديقنا أن إيران التى روجت لنفسها فى العالم العربى على أنها مصدر قوة وديمقراطية، غير التى رآها وعرفها فهى ليست مع مطالب الشعوب فى الحرية والإصلاح، ولكنها مع الطائفة "العلوية النصيرية" الحاكمة فى سوريا وحزب الله الجعفريين فى لبنان، والحوثيين اليزيديين فى اليمن وأقرانهم فى البحرين.
تريد إيران تقسيم العالم العربى كما قسمت العراق وجعلته ولاية إيرانية بدليل اتهام نائب الرئيس العراقى طارق الهاشمى "السنى" بالإرهاب وتقديمه للمحاكمة، بلا أى دليل سوى أنه اعترض على التدخلات الإيرانية ضد عروبة العراق.
وبالمثل تريد إيران تجريد البحرين من عروبتها وجرها لصراع طائفى بغيض بتحريض المواطن الشيعى ضد شقيقه السنى وخلق روح البغضاء والصدام داخل المجتمع البحرينى المتسامح تاريخيا بكل مكوناته من سنة وشيعة ويهود ومسيحيين وجاليات أجنبية خصوصا الآسيوية منها.
فى كل وقت وحين تصوب طهران مدافعها نحو عروبة كل بلد عربى وتعتبر نفسها زعيمة الشيعة فى العالم، وتسخر كل الفضائيات الإيرانية ضد الدول العربية.
ألقى صديقى بكل الكتب والهدايا التى حملها من إيران فى البحر، أملا فى أن تغسل خطاياها فى حق الدول العربية، وتلتزم بحق الجوار والإسلام وسيادة الدول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة