عادل السنهورى

العصيان والثورة المضادة

الأحد، 12 فبراير 2012 07:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل فشل الإضراب والعصيان المدنى؟

الشواهد بالأمس وحركة الحياة الطبيعية فى القاهرة والمحافظات تؤكد ذلك، كان هناك إصرار من الناس العاديين على النزول إلى الشارع والعمل، عمال النظافة انتشروا فى الشوارع، وحركة المواصلات العامة لم تتوقف، وسارت الأمور طبيعية فى كل مناحى الحياة فى مصر، ولم يستمع الناس إلى أصوات التخريب والتدمير فى مصر.

لا أقتنع أن أصحاب الدعوة إلى قمة صور الاحتجاج والرفض وهو العصيان المدنى هم الثوريون الحقيقيون الذين أنجزوا أهم فعل ثورى فى مصر من أجل الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية والانتقال السلمى للسلطة دون هدم مؤسسات الدولة، بل تدمير الدولة نفسها.

جاء رد الفعل معاكسا تماما من الغالبية العظمى للمصريين على دعوة العصيان لأنها كانت دعوة بلا هدف واضح ومقنع وضد المنطق وأدت إلى مزيد من الشقاق والفرقة بدلا من التوحد ولم الشمل، وكأن الهدف من العصيان والداعين إليه كان شق الصف الوطنى وتفتيت وحدته بما يصب لصالح أعداء الثورة.

فشل الإضراب والعصيان يطرح تساؤلا عن الهوية الوطنية للداعين إليه ولماذا بادروا إلى الإعلان عنه فى ظرف سياسى واقتصادى مأزوم فى مصر رغم بادرة الأمل فى بدء التحول الديمقراطى وتشكيل أول وأهم مؤسسة فى بناء الدولة بعد الثورة وهى البرلمان، مؤسسة التشريع والرقابة، ثم الإعلان عن فتح باب الترشح للرئاسة فى 10 مارس المقبل.

لماذا تزامنت الدعوة للعصيان مع الهجمة الأمريكية الشرسة على المؤسسة العسكرية المصرية وهى المؤسسة القوية القادرة الوحيدة فى الدولة الآن، ومحاولة تركيعها والوقيعة بينها وبين الشعب وتكريس مصطلح «العسكر» الكريه والذى يدلل على أن قادة الجيش المصرى من المرتزقة وليسوا من أبناء هذا الوطن المدافعين عن شرفه الوطنى وأرضه والذين انحازوا للشعب فى ثورته ودافعوا عنها ضد النظام البائد.

قد نتفق وقد نختلف مع الأداء السياسى فى إدارة المرحلة الانتقالية، ولكن يظل الجيش المصرى، مدرسة الوطنية المصرية، خطا أحمر ندافع عنه ضد أى محاولات لتركيعه والضغط عليه والوقيعة بينه وبين الشعب.

لا نخون أحدا ولا نتهم أحدا فى وطنيته، لكن الذين دعوا إلى العصيان عليهم أن يراجعوا أنفسهم ومواقفهم حتى لا يحسبهم الناس على معسكر «الثورة المضادة».

حمى الله مصر وثورتها ورد كيد أعدائها





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة