آخر دراسة حدثت حول البطالة بمصر، كانت فى الخامس والعشرين من شهر يناير الماضى، وجاءت النتيجة صاعقة، حيث قُدر تعداد البطالة بستة عشر مليون نسمة، أى بزيادة أحد عشر مليون نسمة عن الخامس والعشرين من يناير 2011، حيث كان العدد خمسة ملايين فقط!!
الواقع.. الحالتان أسوأ من بعضهما البعض، ولكن الشىء المخيف، هو تصاعد العدد ثلاثة أضعاف فى عام واحد، أى فى ثلاثمائة وخمس وستين يوماً!! ماذا حدث كى يقفز العدد بهذه السرعة؟ اعتقد أن إجابة هذا السؤال سوف تكون وثيقة على ما آلت إليه مصر فى خلال عام كامل من الفوضى، وعدم احترام سيادة القانون تحت مسميات واهية، وطلبات فئوية وأحلام الكثير من البسطاء بتقسيم أموال مصر المنهوبة، والتى ستعود لتُفرق على أفراد الشعب المصرى فردا فردا (على طريقة فيلم عايز حقى الذى قدمه النجم هانى رمزى منذ سنوات قصيرة!!)، وبالمناسبة هذه الأموال المنهوبة التى تتحدث عنها مختلف وسائل الإعلام، لم تذكر إلى الآن قيمتها أو من الذى نهبها أو من الذى سيرجعها إلى أراضى الوطن مرة أخرى!؟
الوطن فى حاجة شديدة إلى الشعور بالمسؤولية وإدراك خطورة الوضع الاقتصادى الذى أصبحنا فيه، وبالتالى العمل الذى قيل عنه أنه أفضل عبادة بدلا من المقاطعات والاعتصامات والعصيان المدنى الذى يدعون إليه لأن عواقبه قد تأتى وخيمة، وأنا أعلم تمام العلم، أن بعض القراء سيهاجموننى، فقط لأننى اختلف معهم فى الرأى حول هذه النقطة، علماً بأن الثورة نادت وتنادى بحرية الرأى والتعبير والديمقراطية ولكن فيما يبدو أنها مقتصرة عليهم فقط دون غيرهم من معارضى أفكارهم أو بمعنى أصح من معارضى تصرفاتهم!! نعود إلى موضوعنا، وأنا هنا أتساءل لو كنت عاملا أو صنايعيا ودخلك باليومية، ماذا سيكون الحال فى حالة العصيان المدنى والإضراب؟! ماذا لو أغلقوا الصيدليات وابنك فى حاجة إلى دواء فى الحال؟! ماذا لو أصيب عزيز لديك بأزمة قلبية، ورجال الإسعاف مضربون عن العمل!؟ أسئلة عديدة علينا التفكير فيها جيدا قبل التسرع..
إن تسليم السلطة لسلطة مدنية وعد أخذه المجلس العسكرى على نفسه، مثلما وعد بمجلسى الشعب والشورى وأوفى، وتحديد التاريخ لانتخاب الرئيس المدنى تم تحديده، إذن لماذا هذا التصعيد، ولماذا سوء النية، أليس المجلس العسكرى هو من قام بحماية الثورة؟ أليس هذا المجلس لديه عبء كبير لحماية هذا الوطن الذى يضمنا جميعا من مخاطر خارجية؟! أليس هذا المجلس الذى لم يصدر قرارا بضرب النار منذ أن نزل فى يناير 2011 وإلى الآن؟!
لقد عجز عقلى عن إدراك إصرار التحريريين على افتعال المشكلات، وتصعيد المواقف، ورفض أى صوت آخر واتهامه بالعمالة والخيانة العظمى.
لكِ الله يا مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة