النوايا التى يقال عنها فى مصر دائما إنها طيبة دون تقديم أى دلائل على ذلك لا تكفى وحدها لإغلاق ملف أحداث بورسعيد ومن قبلها محمد محمود ومجلس الوزراء، ولا تكفى لتبرير عدم تدخل أفراد الأمن لمنع مجزرة مباراة الأهلى والمصرى، وهى أيضاً غير صالحة لتفسير أفعال المجلس العسكرى، الذى كلما أخطأ وأشعل بخطئه كارثة قال نحن: «حمينا الثورة» ورصيدنا لديكم يكفى، كما أن نفس النويا الطيبة لا تكفى لجعلنا نتعامل مع كلام ودعوات شباب ائتلافات الثورة وكأنه من المسلمات.
لا أحد يملك جديدا يقدمه لك فى تفاصيل الأحداث الدامية، وهناك شهادات وبيانات متضادة ومختلفة صدرت عن أكثر من جهة، كل شهادة وكل بيان يبرئ متهما تمت إدانته فى بيان آخر أو شهادة أخرى، وتحول التحقيق فى القضية من تحركات لدراسة ما حدث إلى صراع بين تيارات سياسية، كل منها يريد استخدام أحداث بورسعيد لتغذية وجهة نظره فى نظرية المؤامرة التى تجعل منه بطلاً على حساب التيارات الأخرى.
الصراع تحول إلى مباراة بين فريق يسعى لتبرئة المجلس العسكرى ووزارة الداخلية، وفريق آخر يجتهد لتبرئة بورسعيد وكأن المشجعين الذين كانوا فى المدرجات وارد الصين.
وبناء على ما سبق يصبح الكلام فى المستقبل أجدى وأنفع، وأول هذا الكلام النافع يا عزيزى، أن نعترف بأن قطاعاً عريضاً من المسؤولين فى مصر لم يقتنع بعد بأن ما حدث فى 25 يناير ثورة، يعنى التغيير وليس مجرد التلاعب فى الملامح، ولا دليل على ذلك أفضل من وزارة الداخلية التى تم تغيير وزيرها وبقيت كل القيادات القديمة التى شربت معنى القمع والاستعلاء على المواطن على مدار عقود طويلة ماضية، وبالتالى فإنه لا خير يرجى من هذه القيادات لتلك الثورة أو هذا الشعب.
وثانى الكلام النافع أن نعترف بوجود أغلبية مصرية لا تؤمن بهذه الثورة، والسبب فى ذلك يعود إلى أغلب شباب الائتلافات المتعددة وسذاجتهم وتمتعهم بكل أمراض النظام السابق، أما ثالث الكلام النافع فيدعو للاعتراف بأن شوائب ما تعلقت بقوائم شهداء ثورة 25 يناير، ولوث تلك القوائم الشريفة بأسماء لا تستحق لقب شهيد، ولم يفض دمها من أجل الوطن أو مصر أو التغيير.
الحل إذن فى التطهير.. تطهير فورى وتنحية سريعة لكل قيادات وزارة الداخلية وأمن الدولة التى عملت مع حبيب العادلى، وتنقية وفلترة أسرع لكل الائتلافات التى تتحدث باسم الثورة، تنقية تقوم بها وسائل الإعلام التى يجب ألا تستضيف كل من هب ودب للحديث باسم الثورة لمجرد صناعة «حلقة سخنة»، ويقوم بها المجلس العسكرى بأن يمتنع عن استضافة تلك الفقاعات الصارخة بهدف إرضاء الناس أو تفتيت الشباب.. قوائم الشهداء هى الأخرى تحتاج إلى تطهير من تلك الأسماء الطامع أهلها فى المعاش، وممن سقطوا ضحايا لأعمال شغبهم أو بلطجتهم أو ماتوا بالصدفة فى نفس توقيت تدفق الدماء الطاهرة على أسفلت التحرير أو السويس أو الإسكندرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة