عادل السنهورى

المعونة الأمريكية.. تانى

السبت، 18 فبراير 2012 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمريكا الغاضبة من مصر هذه الأيام على خلفية اتهام عدد من مواطنيها بالتورط فى أنشطة التمويل للمنظمات الأهلية تلوح بورقة المعونة وتهدد بقطعها، وهى أول من تدرك أنها لن تستطيع فعل ذلك لأنها أكثر المستفيدين منها لحماية مصالحها الاستراتيجية فى منطقة الشرق الأوسط منذ أن أدارت مصر وجهتها شطر واشنطن بعد حرب أكتوبر 73 وإعلان الرئيس الراحل أنور السادات بأن 99 بالمائة من أوراق اللعبة السياسية بالمنطقة فى أيدى الولايات المتحدة.

التصريحات الغاضبة والتهديد والوعيد من الإدارة الأمريكية وصقورها هى محاولة جس نبض لقدرة وإرادة مصر الجديدة بعد الثورة على الصمود والتحدى، انطلاقا من المصلحة الوطنية واستقلالية قراراتها وخياراتها السياسية.

اللعبة قديمة وجربتها الولايات المتحدة فى الستينيات مع مصر وفشلت فى قصة وقف تصدير القمح الأمريكى.

الآن جاء الدور على ورقة المعونة، خاصة المعونة العسكرية التى تحصل من خلالها مصر سنويا على 1٫3 مليار دولار منذ عام 79، وتطالب بعض الأصوات المتشنجة فى مجلس الشيوخ أو الكونجرس الأمريكى بقطعها عن مصر مثل جون ماكين المرشح السابق للرئاسة والذى من المقرر أن يزور مصر بعد غد الاثنين وهو صاحب التصريحات المعادية لمصر فى الفترة الأخيرة.

الإدارة الأمريكية، بالتأكيد، تعى جيدا مصالحها فى المنطقة وتعرف أن الدخول فى معركة خاسرة مع مصر الثورة، سيفقدها الكثير من المصالح الاستراتيجية فى المنطقة، وإذا جابهت مقاومة لضغوطها ستراجع مواقفها مرة أخرى، فالمعونة العسكرية تمثل 80 بالمائة من مجموع ميزانية العقود العسكرية المصرية، والتى يتم استخدامها لتحديث المعدات العسكرية المصرية من خلال تغيير المعدات التى حصلت عليها من الاتحاد السوفيتى السابق بمعدات عسكرية أمريكية عصرية.

ومنذ الثمانينيات أصبح 52 بالمائة من مجموع المعدات العسكرية المصرية هى معدات أمريكية، ودخل الجيش المصرى فى مناورات مشتركة مع الجيش الأمريكى مثل مناورات النجم الساطع كإحدى الدول الحليفة لأمريكا فى المنطقة.

إضافة إلى أن المعونة العسكرية تسمح للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام الأجواء العسكرية المصرية، ومنحها تصريحات على وجه السرعة للبوارج الحربية الأمريكية لعبور قناة السويس وتوفيرها الحماية الأمنية اللازمة لعبور تلك البوارج وغيرها من المشاركات اللوجستية للجيش المصرى فى عمليات حفظ السلام.

الأمر لا يعدو سوى جس نبض ومحاولة كسر إرادة، وسوف تثبت الأيام المقبلة ذلك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة