محمد الدسوقى رشدى

كيف تختار مرشحك للرئاسة؟

السبت، 18 فبراير 2012 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض من محتوى «الجوابات» يتضح من عناوينه، هكذا علمونا ويا ليتهم ما فعلوا، فلقد جعلونا بتلك الحكمة صيدا سهلا لأصحاب الوعود الوردية المتقنة، بعد أن اعتدنا إهمال التفاصيل التى هى طبعا أكثر قدرة على تحديد إذا ما كان الجواب جيد المحتوى أو سيئ المضمون.

انظر إلى فيضان وعود وتصريحات وظهورات التليفزيون للسادة المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية وستجد عناوين براقة وحلوة لجوابات لم تفتح بعد، ومع ذلك سقط أغلبنا فى فخ الإيمان بها والتهليل لها قبل أن يعرف أتوبيس كام رايح على فين.

شىء جميل أن تعيش أجواء أول انتخابات رئاسية حقيقية على أرض مصر، وأمر أكثر جمالا أن تسمع للمشتاقين إلى كرسى الرئاسة وهم يسعون إلى خطب ود الجماهير بأى طريقة، ورائعا أن يخرج علينا السادة المرشحون وأنصارهم مبتسمين وحاملين أطنانا من التفاؤل فوق ملامحهم، ولكن كل ذلك يبدو مصدرا للقلق حينما لا تصطحب هذه الابتسامات أى برامج مختلفة أو أى خطط ذات جدول تنفيذى صريح، بخلاف الاعتماد على نفس التصريحات الوردية ونفس الجمل المحفوظة عن الدولة المدنية والمجتمع الديمقراطى والتنمية الاقتصادية والاستغلال الأمثل لموارد مصر.
وحتى تفهم أكثر أى مستنقع مخيف سقط المصريون فيه أو سيسقطون خلال فترة معركة انتخابات الرئاسة بسبب الحماس والإيمان المبكر بتصريحات دون دراسة تفاصيل الجوابات التى تحتوى على البرامج والخطط الواقعية، تعال نقرأ نصوص بعض من وعود المرشحين للرئاسة:
لن نتهاون مع أى مخطئ، ولن نتسامح مع أى ضرب من ضروب التسيب والانحراف، ولن ندع أى متاجر بقوت الشعب يفلت من الملاحقة والعقاب.

لا قريب ولا صديق ولا أخ يمكن أن تشفع له قرابته أو صداقته لأى شخص أن يتجاوز القانون، وكل من يمارس أى نوع من أنواع المحسوبية سيحاسب حسابا شديدا.

لا أحب المناصب الكبيرة، فمن رأيى أن المنصب الكبير يعنى المسؤولية الكبيرة، حالة الطوارئ كان الهدف منها هو تحقيق أمن المواطنين وأمن البلد، ولن نستخدم هذا القانون إطلاقا لأهداف سياسية أو لأى أهداف أخرى.

لست من هؤلاء الذين ينشدون الرفاهية، ولا من هؤلاء الذين يحبونها، ولا أكره شيئا قدر الذين يمدون يدهم إلى مال الغير، وقدر المنافقين الذين يزينون طريق الخطأ للآخرين، ماذا يعنى أن يكون لدى مليون جنيه أو أكثر أو أقل بينما يفتقد الضمير الصدق مع الله والصدق مع الوطن والصدق مع النفس؟

لن أرحم أحدا يمد يده حتى ولو كان أقرب الأقرباء إلى نفسى، لأن مصر ليست ضيعة لحاكمها، مصر ملك للذين يعرقون من أبنائها، هؤلاء تواقون إلى أن يروا القائمين على أمرها أطهار المسلك أطهار اليد.

هل أعجبتك التصريحات والوعود ووجهات النظر السابقة؟! هى نفسها الكلمات التى تحدث بها عمرو موسى وأحمد شفيق وعبدالمنعم أبو الفتوح وحازم صلاح أبو إسماعيل والبرادعى، وهى نفسها التصريحات التى تدفعك للإعجاب بمرشح بعينه للرئاسة، ولكن هل يمكن أن أصدمك قليلا أو أدفعك لأن تأخذ وقتا للتفكير قبل أن تسير فى الشوارع رافعا لافتة لدعم موسى أو شفيق أو أبوإسماعيل أو أبوالفتوح، وتكتشف بعد ذلك أنك أتيت بديكتاتور جديد لكرسى الحكم؟

صدمتى لك هنا تكمن فى أن التصريحات ووجهات النظر والوعود السابق التى أعجبتك ودفعتك للإيمان بمرشح دون غيره هى فى الأصل تصريحات ووعود أطلقها الرئيس السابق حسنى مبارك فى أول أربع حوارات صحفية أجريت معه بعد أن أصبح رئيسا لمصر.. ولذلك نقول إن جمال وعبقرية ومدى صلاحية المرشحين يكمن فى تفاصيلهم وقدرتهم على التفاعل مع الواقع، وليس أبدا فى حلاوة وطلاوة تصريحاتهم الوردية ومبادئهم العامة العظيمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة