كيف نختار رئيس جمهورية مصر القادم؟ السؤال لى.. قبل أن يكون لك، وهو فى كل الأحوال لنا جميعا، الموضوع ليس سهلا تماما، والسؤال هو من أصعب الأسئلة التى مرت علينا، فهو إجبارى ويجب أن تكون إجابته مختصرة وحاسمة وفى وقتها، والمؤسف أننا سوف ندخل اللجنة وليس معنا المعلومات الكافية للإجابة الصحيحة، لايوجد مرشح حتى الآن، قبل أيام من فتح باب قيد الأسماء، قال لنا ماهو برنامجه، ماهى خطواته، من يكون، ماذا يريد، كيف نكون معا رئيسا وشعبا فى الفترة المقبلة فنصنع وطنا؟
شاهدت وقابلت وناقشت وتكلمت ورأيت، والمحصلة أن كل المرشحين يقدمون وعودا وليس حلولا، كلاما وليس واقعا، نبوءات وليست دراسات مكتوبة بالورقة والقلم والرقم!
الجميع.. أكرر الجميع، إنجازاتهم السابقة لا تحق لهم أن يتكلموا عن إنجازات لاحقة، ونحن لسنا فى واقع يمكنه احتمال اختيار رئيس جمهورية خطأ، لا يمكن أن يكون قدرنا رئيس جمهورية لمدة أو مدتين بضربة حظ أو لعبة تخمين، كما لا تحتمل الدولة فى وضعها المرهق أن نختار رئيس دولة ثم نذهب إلى الميادين لإسقاطه فى أول غلطة أو أول رد فعل!
ليس أمامنا إلا أن نفكر بعمق على قدر المعلومات التى ستتوفر فى الأيام القادمة، ونناقش ملف كل رئيس على حدة، لعل الله يوفقنا فى الاختيار الصحيح، ويقينى أن المرشح الذى سيحمل الأصوات الأكثر ليس هو من يتكلم أفضل - فقط - إنما من يقدم رؤوس قضايا عاجلة ومعها خطط طريق واضحة ومنطقية لتحقيقها.
الشارع يتكلم عن : 1 - الأمن 2 - الأمان الاقتصادى 3 - كرامة المصريين 4 - أخلاق الشارع 5 - التعليم المشوه 6 - الصحة المريضة 7 - البطالة 8 - الأسعار 9 - الرواتب 10 - الأمل المفقود.. هل هناك مرشح جهز أوراقه للإجابة عن هذه الأسئلة الصعبة؟ لن أقبل - على الأقل شخصيا - وعودا، فما أسهلها وما أكثرها، أقبل حلولا، ومع الحلول أرقاما وخطوات وتوقيت. لكن يبدو أن مرشحى الرياسة يعيشون على نفس الطريقة القديمة التى أفرزتها 60 سنة من الشقاء والتخلف، الكلام الذى ليس عليه جمرك، والمبالغة التى يتصورون أنها تجلب أصواتا أكثر، والحماسة التى يتصور مديرو حملاتهم الانتخابية أنها كافية فى التأثير على المواطنين البسطاء.
الحقيقة تقول إن الشارع الآن منقسم حتى هذه اللحظة وحتى إشعار آخر كالتالى: طبقة مختلطة من المثقفين والعامة ترى أن الرئيس القادم لم يظهر بعد، وربما يكون اسما غير متوقع، وسوف يكون له ملف من إنجازات وملف من حلول. وطبقة أخرى رأت أن اختيارها يكفيه نية المرشح ذاته، فبعضهم انحاز لاسم مرشح على خلفية دينية، وبعضهم انحاز على خلفية قبول أو كاريزما لشخص ما، أو لخلفية عسكرية، وبعضهم قرر المقاطعة.
كلنا أمام اختبار صعب لأنه اختيار مصير وطن، فى وقت يظل فيه رئيس جمهورية مصر عند اختياره هو الأب الروحى للمصريين، حال المصريين منذ آلاف السنين، يضع فى يده السلطة بعد حين، ويقوى سلطانه بعد وقت، ويزيد نفوذه بعد قليل، وهذه المرة وفى ظل أسماء كثيرة سوف تحصل على حق الترشح والمنافسة، صوت يفرق فى اختيار أو سقوط اسم.
أرجو من زملائى أن يكون رأيهم فى حياد، وأن نترك الفرصة الكاملة للمواطن فى اختيار رئيسه، وأن نساهم على قدر ما نستطيع فى تقديم معلومات مجردة، وإن كنت أشك فى حدوث ذلك، الانتخابات سوف تكون مثالية، تطوى صفحة لتبدأ صفحة أخرى، أتوقع مشاركة 30 مليون مواطن فى صناديقها، وأتوقع أن يظهر فى الأيام القادمة مرشح يفاجئنا ببرنامجه وبشخصه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة