أزمة اعتذار النائب البرلمانى زياد العليمى، مثلها مثل أزمة الأذان داخل مجلس الشعب للنائب السلفى ممدوح إسماعيل، وأزمة الخرطوش للنائب محمد أبوحامد، تكشف عن أزمة حقيقية يعانى منها كل من امتهن العمل العام، وأراد أن يكون شخصية عامة، سواء فى السياسة أو الفن أو الإعلام أو الرياضة أو حتى البيزنس.
الأزمة هى أننا نفتقر إلى ما يعرف فى الغرب وتحديداً فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول أوروبا بصناعة النجم، وهو أحد الفنون المهمة للغاية فى الغرب لصناعة نجوم السياسة والفن والرياضة من خلال التدريب والتأهيل لصناعة النجم الموهوب، والاحتفاء به، والحفاظ عليه، وتقنين تصرفاته وترشيد سلوكه، وتهذيب لغته وخطابه الإعلامى حتى الاعتناء بمظهره الخارجى.
فى الغرب يدركون أن النجم هو مؤسسة متنقلة وليس فردا، مؤسسة حوله فى كل مكان يذهب إليه، وفى كل مقام يتحدث فيه، وفيم يتحدث.. وكيف يخاطب الرأى العام.. وبأى لغة إعلامية؟، لأن كل حركة أو إشارة أو كلمة محسوبة عليه، فإما أن تضيف إلى رصيد نجوميته، أو تخصم منها بالسلب لدى الرأى العام.
فى الدول الديمقراطية المتقدمة، هناك مؤسسات وهيئات متخصصة فى صناعة النجوم، حتى لو كانوا أنصاف مواهب، والنموذج الواضح فى هذا السياق الرئيس الأمريكى الذى لا تصدر عنه كلمة أو حركة أو إيماءة إلا بتدريب خاص، وبإيعاز وبتدريب من مجموعة متخصصة فى البيت الأبيض، مهمتها صناعة الرئيس، وتقديمه بالصورة النموذجية كرئيس أكبر وأقوى دولة فى العالم إلى الرأى العام الداخلى والخارجى.
لم يعد فن الفهلوة و«الشو الإعلامى»، و«الاستبطال» – نسبة إلى ظاهرة البطولة الوهمية والزائفة - له وجود فى زمن العلم والتخطيط وثورة التكنولوجيا والمعلومات، ولذلك تقدم الغرب بإدراك قيمة العلم فى شتى مجالات الحياه.
الرئيس والنائب البرلمانى والفنان والرياضى والإعلامى والسياسى، رموز وطنية تراقب تصرفاتها، وتحاكى سلوكها، وتقلد تحركاتها ومظهرها باقى الجماهير، سواء كان يمارس دوره فى المنصب أو خارجه، مادام ارتضى وسعى إلى أن يكون واحداً من رموز ونجوم المجتمع.
أما الفهلوة و«الحنجلة» وادعاء البطولة فى غير موضعها، فلن تجلب للسيد النجم إلا الخسارة والفضيحة أمام جمهوره الذى لا ينخدع أبدا كل الوقت.