محمد الغيطى

واوطناه.. جرائم ضد مصر

الثلاثاء، 21 فبراير 2012 03:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أى بلد فى الدنيا هناك حرمة للممتلكات العامة، كل ما يستخدمه الناس، مواصلات، طرق كبارى، مبانٍ عامة حكومية وحدائق وأنهار ومصانع ومؤسسات، كل ما يفيد مجموع المواطنين مجرّم تماماً إتلافه وإفساده، ومن يفعل فإنه يتعرض فى قوانين العقوبات لأقصى عقوبة تصل فى اليابان وبعض دول شرق أوروبا للإعدام، وفى الدول الغربية للأشغال الشاقة هذا ما يتعلق بالمؤسسات العامة، أما ما يتعلق بكرامة الوطن وهيبته وسمعته فقد أصدرت العديد من الدول قوانين تجرم المساس بسمعة الوطن، ويوجد ذلك فى إنجلتر وألمانيا وفرنسا وأمريكا، وعندما أراد اليهود مثلا فى حقبة سيطروا فيها على صانع القرار وعلى السياسة الفرنسية تجريم كل من ينكر الهولوكوست اخترعوا قانون «الجيسو»، وهو يعرض كل من ينتقد هذه الأكذوبة «محرقة الهولوكوست» على أيدى النازى للاعتقال الفورى، وقد أتهم بهذه التهمة الأب ألبير المسيحى صديق روجين جارودى المسلم لأنهما أنكرا الهولوكوست، إذن فكل بلد محترم فى الدنيا ينشئ من القوانين ما يجعله يدافع عن تاريخه ومؤسساته إلا فى مصر، النظام السابق اخترع القوانين التى تشنق وتسجن من ينتقده فقط من يهاجم النظام أو المخلوع يجرجروه تحت دعوى أنه يهاجم الوطن ذلك لأن حكم الاستبداد جعل مصر وحسنى مبارك حاجة واحدة مع أن الفرق شاسع، ومبارك كان يكره مصر ويعمل بكل قوته لتدميرها وتقزيمها وتشويه سمعتها وتركيعها والسماح للأقزام والسفلة بالركوب عليها والتنطيط على أكتافها ومص دمائها.. فعلها مبارك وشرب منه العوام والمنافقون الأفاقون واللصوص والسماسرة وشلل الحزب الوطنى نفس العادة وذات الجرم لم تعد هناك حرمة للوطن، لحدوده، لبشره، لأبنائه داخل وخارج مصر.. المصرى أهين فى الداخل وضرب على قفاه فى الخارج. معتقلون فى السجون بالآلاف ومثلهم يغرقون فى البحر أو القطار، ونصف المصريين تحت خط الفقر وسماسرة السياسة والدين يستثمرون كل هذا الهجوم للظهور على برواز الصورة، لم يعد المصرى يشعر أنه يمتلك وطنا، ولأجل هذا الشعور المريع الفظيع، الذى دمر قلوبنا ومشاعرنا طوال عقود خرجنا لميدان التحرير، لكن ما حدث بعد ذلك من فوضى وغبار وإحباط جعلنى أشعر بأننا عدنا لنفس الداء كراهية أنفسنا ووطننا. قطع الطريق كراهية لمصر وجرم ضدها. خطف السائح.. التجارة فى أنبوبة البوتاجاز استخدام قصة تافهة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة والعكس، قطع كوبرى أو جسر إسنا، طوابير الخبز، حناجر الدعاة الكاجوال لتوظيف الدين ضد الوطن، واللعب فى المواطنة لحرق مصر وقطع الطرق فى الصعيد وحرب القبائل فى الشوارع وتوقيف القطارات للمطالب الفئوية بين مصر والإسكندرية وعزل الحدود وأطراف الوطن لفرض إرادة البعض والبلطجة وترويع المارة فى الشوارع كل هذه جرائم ضد مصر فمتى يصدر قانون ليجرم ويشنق كل من يرتكب جرماً ضد هذا الوطن أم أن مصر الآن ليس لها صاحب؟.. اللهم نجنا من القادم واهدِ بنى وطنى وسلمتِ يا مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة