فى الجدل المثير حول اعتذار النائب زياد العليمى لما بدر منه من كلمات خارجة فى حق المشير محمد حسين طنطاوى والداعية الإسلامى الشيخ محمد حسان، أتذكر هذه القصة.
فى انتخابات مجلس الشعب عام 1976 ترشح كمال الدين حسين فى دائرة بنها بمحافظة القليوبية، بعد تاريخ حافل من العطاء الوطنى، حيث كان أحد مجلس قيادة ثورة يوليو عام 1952، وشغل موقع نائب الرئيس جمال عبدالناصر، ثم خرج من موقعه وظل بعيدًا حتى عاد فى هذه الانتخابات التى نجح فيها باكتساح بالغ.
مع بدايات انعقاد المجلس وبعد عدة جلسات، أرسل كمال الدين حسين رسالة إلى الرئيس السادات، بدأها بعبارة: «السلام على من اتبع الهدى»، فحمل السادات هذه الرسالة إلى مجلس الشعب غاضبًا، فالتقطت الأغلبية، وكانت وقتها من حزب مصر العربى «الوسط»، لتتبارى فى الهجوم على كمال الدين حسين، وانتهت المباراة بإسقاط عضوية الرجل، وفتح باب الترشيح من جديد، وصمم كمال الدين حسين على خوضها ثانية، لكن أجهزة الدولة كلها احتشدت لإسقاطه فى مشهد مازال أهل الدائرة يتذكرونه بأسى حتى الآن، كما يتذكرون كلمة كمال الدين حسين التى قالها أثناء اليوم لتهدئة الناس وحقنًا للدماء: «يا أهل بنها لقد رأيتم كيف زورت أصواتكم فوق رؤوس الأشهاد».
بالطبع خضع ما حدث وقتها إلى تفسيرات مختلفة، أهمها أن كمال الدين حسين تعامل مع السادات رأسًا برأس لأسباب تاريخية، فقد كان فى مرتبة أعلى من السادات فى تنظيم الضباط الأحرار، وكان نائبًا لعبدالناصر قبل السادات، لكن لم يشفع كل ذلك، وانتهت الجولة بعودة كمال الدين حسين إلى الظل مرة أخرى بعد عودة قصيرة، كان يرغب خلالها فى تكوين حزب سياسى وجبهة وطنية عريضة تضم رموزًا للعمل الوطنى. هذه القصة تقودنا إلى سؤال: هل فعل زياد العليمى فعلاً من جنس ما فعله كمال الدين حسين؟ بالطبع لا، فقد كان الخطاب للسادات يحمل رؤية سياسية تعارض مسار السادات السياسى، لكن زياد لم يفعل ذلك، وإن كان معه الحق فى معارضة رأس الدولة، إلا أنه افتقد الكياسة اللازمة، وبناء عليه كان اعتذاره واجبًا بدلا من التهييج المجانى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو ياسين
التهييج المجاني علشان الشو الاعلامي كحد أدني..
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
نحتاج لـ " جمعة ترميم لما تصدع من بنيان التربية واحترام الكبير "
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو محمد
ليس هذا فقط
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
يجب ان يعتذر مصطفى بكرى أيضا لدكتور البرادعى
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة الابشيهي
العليمي والبرادعي
عدد الردود 0
بواسطة:
طبيبه مصريه
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم
الا من ظلم .
لقد نسينا قضايانا الاساسية
عدد الردود 0
بواسطة:
زايد
أبشع ما أنتجته الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
Awatif Saad
تعليقى على كتابة السيد الأستاذ / أسامة الأبشيهى
عدد الردود 0
بواسطة:
رضـا فـرجانــى...
اعتذار ليس فى محله ..
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سليمان
زمن غير الزمن