خلال أيام ظهرت أفكار عن كيانات جديدة، منها ما سمى بمجلس قيادة الثورة والذى يسعى لجمع الائتلافات فى تنظيم واحد، ويضم عددا من السياسيين والبرلمانيين والنشطاء، والحركات والائتلافات و«ألتراس» والطلاب والشباب. ونوابا مثل أبوحامد وحمزاوى والعليمى والجندى.. فكرة تشكيل كيان يجمع الحركات والائتلافات التى تتبنى مطالب الثورة مهمة، ويمكن أن تقود لجماعات ضغط شعبية، لو نجت من أخطاء وعيوب التنظيمات السابقة والحالية مثل الشخصنة والتشرذم والنخبوية والتعالى على الشعب.
النائب محمد أبوحامد، بدأ فى جمع توقيعات لتأسيس ما أسماه «مجلس شعبى» يضم القوى والحركات السياسية، وتكون مهمته اقتراح مشروعات وقوانين مع المؤسسات المدنية، مؤكدا أنه مع إنهاء حكم العسكر حتى لا يتم وضع الدستور أو إجراء انتخابات الرئاسة فى ظل حكم العسكر، الفكرة يمكن قبولها كمبادرة شعبية، ويقويها انضمام نواب إليها، مع الأخذ فى الاعتبار أن عضو مجلس الشعب جزء من السلطة، ولا يجوز أن يبدو وكأنه يعجز عن العمل فى البرلمان فيلجأ إلى الشارع.
أبو حامد أوضح أن مجلس الثورة ليس بديلا عن الشرعية الدستورية، لكن يبقى هناك التباس، خاصة أن هناك شعورا بالضعف وقلة الحيلة يظهر من أداء بعض المعارضين فى المجلس، وهو شعور لا علاقة له بالعدد، ويعرف تاريخ البرلمان أنه فى عهدى السادات ومبارك كانت المعارضة قليلة العدد لكنها كانت ذات تأثير قوى، وكان هناك نواب مثل ممتاز نصار ووحيد رأفت وكمال خالد، أفراد كانوا قادرين على الفعل وتسجيل أهداف وإحراج الحزب الوطنى. بينما لم يظهر حتى الآن كيان للمعارضة، وعجز نواب الأقلية عن تنظيم أنفسهم وطرح وجهات نظرهم بشكل مؤثر، بالرغم من أن الإعلام يتابع تحركاتهم، والرأى العام مستعد لتصديقهم لو نجحوا فى التناغم مع مطالبه.
بعض النواب الجدد لو نظموا أنفسهم يمكن أن يكونوا كتلة ليبرالية ويسارية معارضة تدفع للتغيير ويمكنهم جذب نواب من مشارب مختلفة، بل واختراق الأغلبية، لما قد يقدمونه من مشروعات قوانين من أجل الفقراء والشعب، الذى ينتظر أكثر من جمع توقيعات أو توجيه شتائم للمجلس العسكرى، وكثير من الشعب لا يرى الجيش كما يراه بعض النشطاء، وهناك حالة من الاستياء والرفض لتجاوز بعض النواب والنشطاء نقد المجلس العسكرى إلى حد الإساءة للجيش الذى يحظى باحترام أغلبية الشعب، وعلى النواب والنشطاء السعى لمعرفة مطالب الجمهور فعلا، دون كبر.
لقد كانت عيوب النظام السابق أنه رفض الاستماع للجماهير، وبعض النواب لا يسعون لمعرفة ردود الأفعال على تصرفاتهم ويطمئنون لاعتبار معارضيهم ونقادهم فلولا أو «حزب كنبة»، وهو ما أفقدهم مؤيدين، ومهمة السياسى أو المناضل إقناع المختلفين معه وكسبهم وليس الاكتفاء بإقناع مؤيديه، هذه التنظيمات تحتاج إلى من يؤلف بين المتناقضات ويسعى لكسب المزيد من الأرض.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة