سألنى أحد زملائى ذات مرة، لماذا أبو الفتوح؟، وأظن أن حادث الاعتداء عليه فرصة مناسبة لأتلو عليكم ماذا قلت؟
"أبو الفتوح" الرجل الذى لاح لنا كفرصة أخيرة للنجاة بعد أن تخلى عنا وعن أحلامنا كل من تشبثنا بهم.
أبو الفتوح قدم لنا كل مبررات الصدق بداية من كلمة حق قالها فى وجه سلاطين جائرة السادات ومبارك والمجلس العسكرى، وحتى صلاته ومبيته فى الشوارع والميادين.
أبو الفتوح مشروع كبير بحجم هذا الوطن، ولأنه كذلك ولأننا نحيا وسط غابة من سارقى الفرح والأحلام والمشاريع، فكان لزاما علينا أن نتوقع تصفيته مرة واثنين وأكثر، كان علينا أن نفيق مبكرا لنعرف لماذا تعين وزارة الداخلية سيارتى شرطة ليتبعا مرشحا رئاسيا نحسبه من الفلول، بينما تترك أحلامنا هكذا طعاما للبلطجية والمؤامرات والطرف الثالث والتصفيات الجسدية وكل ما تريد.
هل يعاقب أبو الفتوح بذنبنا؟ مثلما عوقب البرادعى من قبل؟ فاتهم فى شرفه وأخلاقه ووطنيته وعرضه وابنته؟، هل ابتكر منظرو النظام القبيح ومجرميه طرقا جديدة لاغتيال الرجل جسمانيا بعد أن وجدوا صعوبة اغتياله وجدانيا وهو الكادر الإخوانى والطبيب الشريف؟، هل عليه أن يتركنا فى منتصف الطريق ويصف انتخابات الرئاسة بالتمثيلية قبل أن تأتى ليرتاح ولاة أمرنا فى مقاعدهم الوثيرة
لا .. لن يفعل.. فمن ذاق حلاوة الزنازين هان عليه إجرام ما بعد الثورة، من استأنس زوار الفجر لن يخشى طلقة فى الصدر أو كعب بندقية فى الرأس نحسبه شهيدا بعدها شهيدا لنا ولأحلامنا.. سنخوض معاركنا معه.. سنفوز بنبل أو نهزم بشرف أيضا فمعارك الصغار ليست ديدنه ولا غايتنا.
حسن البرنس أيضا.. قادنى حظى للقائه مرة والتحدث إليه تليفونيا مرة مماثلة تعجب فيها من زيارته لمستشفى طره التى نزل فيها سجينا ليهيئها لسجانه وكان صوته مليئا بالثقة والإصرار دون شماتة، معتزا بأمانة الصوت وأمانة الصندوق الذى وضعه هناك تحت القبة.
خلاصة القول.. "اقتلنى قتلى مش هيعيد دولتك تانى" ..الجيل الذى شيع أبنائه شهداء للسماء لا يصعب عليه تشييع المزيد فداء للثورة والحلم ولوطن لا يشبع نهمه من دماء الشرفاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة