نحن فى زمن الهزل المعجون بالاستهبال مع بعض العبط، وقليل من الحكمة، وكثير من الإحباط، معها رشة جريئة لأحلام لم تتحقق بعد. هذه ليست مقدمة أطلقها على الورق، ولكنها تلخيص لبعض من الظواهر التى تحيط بنا ليل نهار، ونجهد أنفسنا وغيرنا فى تحليلها، ولكننا نجد أنفسنا أنا وأنت وهى وهو فى آخر الليل وقد أنهكنا التحليل والتنظير فننام، علنا نصحو صباحاً لنجد دنيا غير الدنيا وناسا غير الناس وحالة غير الحالة، وهو ما لم يتحقق بعد، ولو فى الأحلام على الأقل حتى الآن، ودعنى أرصد لك بعض أحداث تؤكد زعمى فى وصف الزمن الذى نعيشه.
1 - مطالبة بعض الضباط وأمناء الشرطة بحرية إطلاق اللحى فى وقت نبحث فيه عن وزارة داخلية ورجال أمن، أغلبهم فى حالة عصيان على الشعب، أليس هذا من مواصفات الهزل المعجون بالاستهبال.. هو ده وقته!
2 - نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش يمنع شيرين من الغناء بقرار عن بعد وهو فى أمريكا لأنها انتقدته، أو حتى كما يقول تطاولت عليه، هذه قضية شخصية مكانها المحاكم وتوصيفها سب وقذف، ولكن النقيب يبدو وكأنه يسير على مبدأ: «أنا الحكومة مفيش حكومة»، أليس أوجب له كنقيب مسؤول عن إبداع أن يلتفت إلى أعضاء نقابته الذين ربما سيصحون غداً عاطلين حين تخرج فتاوى بتحريم الغناء، كما خرج علينا الشحات بحرمة رياضة كرة القدم واحترافها، أليس هذا من مواصفات الهزل المعجون بالاستهبال.. هو ده وقته!
3 - عمرو مصطفى، الملحن الذى تحول إلى باحث عن المؤامرات التى تحيكها القوى الكونية ضد مصر فصار المعادل الموضوعى لليمبى الفضائيات توفيق عكاشة، يكشف مؤامرة جديدة فى إعلان المياه الغازية من خلال إعلان شركة المحمول الذى قدمه منير، أليس هذا من مواصفات الهزل المعجون بالعبط حتى لو رأى صاحبه إن ده وقته!
4 - بعض مذيعى البرامج الرياضية يستضيفون بعض مرشحى الرئاسة حتى الآن، ولا يسألونهم فى الرياضة ولكنهم يناقشونهم فى السياسة، ألم يكتفوا بما فعلوه فى الرياضة وسنينها فاستداروا للسياسة بجهالة هى ناقصة، أليس هذا من مواصفات الهزل المعجون بالاستهبال.. هو ده وقته!
5 - تونس صدرت لنا الثورة، ونحن صدرنا لها الشيخ وجدى غنيم الذى ذهب ليقول لهم إن ختان الإناث واجب شرعى وغيره من فتاواه فتشتعل تونس ويخرج رئيسها المرزوقى ليصرح بأن ما تصدره مصر وشيوخها من أفكار شاذة بعيدة عن وسطية وحرية تونس.. هى الحكاية ناقصة الشيخ وجدى غنيم!
ورغم هذا وأكثر كثيرا فهناك رشة من الأحلام الممكنة لأنه مازالت الثورة مستمرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة