سرقة أم مؤامرة، أم انفلات أمنى أم تهديد؟ نقصد جريمة الاعتداء على الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح لرئاسة الجمهورية، وسرقة سيارته، الحادث يطرح مخاوف مختلفة، ويفتح الباب لتفسيرات وتكهنات، خاصة أن أبوالفتوح أحد أكثر المرشحين للرئاسة حظا وقبولا بين تيارات مختلفة، فهو يحمل مشروعاً متوازناً، يحل بعض المعضلات المهمة بالنسبة للدولة المدنية والمرجعية الإسلامية، ولا ينتمى للنظام السابق، وكان معارضاً بوضوح تعرض للمحاكمة والسجن والقمع ولم يدع بطولة أو يتفرغ للانتقام، هو أيضاً مؤسسى له تجارب إدارية ناجحة وخبرة سياسية ولم يحول خلافه الواضح مع جماعة الإخوان إلى عداء.
كل هذا يجعل محاولة الاعتداء على أبوالفتوح مؤشراً خطراً، يحتاج إلى تأمل، وليس إلى تبرير أو مزايدة، ويفرض على أجهزة الأمن أن تؤمن المرشحين للرئاسة خوفا من أن تتعرض حياتهم للخطر، والتساؤل: هل كانت محاولة سرقة عادية قامت بها عصابة لا تعرف شخص أبوالفتوح ضمن حالة انفلات أمنى، وقد رأينا من قبل وفى القليوبية أكثر من حالة اعتداء وسرقة، منها الاعتداء على القيادى الإخوانى محمد البلتاجى وسرقة سيارته واتضح أنها كانت سرقة عادية بالإكراه وتم ضبط الجناة ولم يكن وراءها أى أغراض سياسية، ربما يجب توفير حراسات للمرشحين وتأمين مؤتمراتهم بعد اتساع الأنشطة السياسية، وتأمين الأنشطة السياسية أصبح ضروريا، هذا دون إهمال الدعوة لمواجهة الانفلات وتكثيف الحراسات والدوريات على الطرق الرئيسية والفرعية، وإذا لم تكن محاولة اعتداء عادية هل يمكن أن تكون محاولة من منافس؟ الأمر مستبعد لطبيعة المرشحين المعلنين، وقد أدان المرشحون كلهم الاعتداء، عمرو موسى قال إن الاعتداء يدعو للقلق ونسبه للتدهور الأمنى، حمدين صباحى شدد على ضرورة قيام الأمن بمسؤوليته فى حماية المواطنين والقضاء على الانفلات الأمنى، وكل من حملات حازم أبوإسماعيل والعوا وشفيق أدانت الاعتداء.
بينما اتحاد شباب الثورة حمل المجلس العسكرى المسؤولية عن حياة أبوالفتوح، أما اللجنة التحضيرية لمبادرة إنقاذ الثورة (اتحدوا) أدانت ما اعتبرته محاولة اغتيال بسبب آراء أبوالفتوح، وشككت فى تصوير الاعتداء على أنه انفلات أمنى وسرقة، الدكتور محمد البرادعى على «تويتر»: «مجلس عسكرى وحكومة غير قادرين على حماية مرشح رئاسى بارز، ناهيك عن توفير الأمن فى البلاد.. هم المشكلة وليس الحل»، وهو رأى لا يضيف جديدا لآراء الدكتور البرادعى لكنه إدانة لحالة انفلات تحتاج مواجهة، أجهزة الأمن أعلنت أنها تكثف جهودها لتحديد الجناة فى الهجوم على المرشح الرئاسى وسرقة سيارته.
الحادث تنبيه جديد، وإن كانت المؤشرات الأولية تستبعد المؤامرة، فإن سرعة ضبط الجناة وإعلان الحقيقة تساهم فى فك الغموض، وتغلق باب الاستسهال فى إطلاق تفسيرات لا تفيد. فهل كان الاعتداء على أبوالفتوح انفلاتا أم تآمرا؟