محمد الدسوقى رشدى

الشاعر حسنى مبارك

الأحد، 26 فبراير 2012 07:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الإيقاع مزعجا لدرجة أنه «خرم» طبلة أذنى كما يقولون، كان اللحن الذى يعزفه مبارك والعادلى فى الجلسة الأخيرة من محاكمتهم «نشازا» ومسروقا من كذا أغنية.. أحدهم اقتبس بيت شعر، والآخر كلمة مأثورة والثالث استعان بالقرآن الكريم.. وكلها حكم وآيات وأشعار لو كانوا قد قرأوها وفهموها وهم على كراسى الحكم لكان حال مصر غير الحال، ولو فهموه وهم خلف القفص الآن لطلبوا هم بأنفسهم وضع رقابهم فى المشانق.

لم أصدق أن يوما ما سيأتى وأسمع الرجل الذى نشر الظلم والفساد فى ربوع مصر،ووضع كرامة أهل مصر أسفل «بيادة» عساكره وقوانينه الظالمة وهو ينشد قائلا: «بلادى وإنْ جارت علىّ عزيزة وأهلى وإنْ ضنّوا علىّ كرامُ»، الصدمة تطورت أكثر وأكثر مع استخدام حبيب العادلى لآيات القرآن فى الدفاع عن نفسه، وهى نفسها الآيات التى اعتقل ضباطه الآلاف من شباب مصر بسبب ترتيلها جهرا فى المساجد بتهمة الإرهاب.

أى تابلوه راقص هذا الذى يضيع وقت الوطن وماله وجهده فى الانشغال به ومشاهدته، أنا لا أعرف لماذا يتصرف السيد الرئيس المخلوع حسنى مبارك وأولاده وحبيب العادلى ورجاله داخل القفص وكأنهم يستحقون البراءة؟ لا أعرف أصلا لماذا نجادل بعضنا ونخترع الآراء ووجهات النظر لمناقشة الفكرة نفسها.. فكرة إدانة مبارك أو تبرئته؟!

السعى خلف العدالة يمنح القاضى فرصة الاطلاع والتثبت ويمنح المحامين فرصة للإطالة والمراوغة، وهذا مطلب مشروع لا يمكن أن تقول «أى حاجة عنه»، ولكن الأزمة الحقيقية تكمن فى تلك النظرات والكلمات الخارجة من داخل القفص وتبدو مقتنعة ببراءتها مما وجه إليها من اتهامات، وتكمن أكثر وأكثر فى تلك القلوب المصرية الطيبة والعطوفة التى تقتنع بأن مبارك وأولاده لا يستحقون هذه البهدلة.

قاضى المحكمة ليس فى حاجة إلى شهود أو أوراق قابع فوقها ختم النسر أو سى ديهات عليها تسجيلات صوتية أو مصورة لكى يعرف أن مبارك قاتل، إن لم يكن بنفسه وبيده، فهو يتحمل مسؤولية كل الدماء التى سالت من واقع مسؤوليته ومنصبه الذى أقسم حينما تولاه أن يحفظ أرواح المواطنين والأرض.

يا سيادة المستشار وأيها المتجادلون فى قاعة المحكمة واستديوهات الفضائيات مبارك مذنب بلا شك وحبيب العادلى مجرم دون الحاجة إلى قرار المحكمة، وهل يحتاج إبليس إلى محكمة وشهود ودفاع لكى نثبت جريمته فى حق البشرية وجهده فى نشر الشر؟ مبارك أيضا لا يحتاج إلى قفص أو محكمة لإثبات أن دم الشهداء فى رقبته، لأننا لو فشلنا فى إثبات ذلك، يمكننا أن نحاسبه على أرواح الألف نفس التى غرقت فى حادث العبارة، والمئات الذين احترقوا فى قطار الصعيد والآلاف الذين احتضروا على سلالم المستشفيات بعد أن يئسوا من عدم وجود سرير يؤويهم للعلاج، وإثبات تلك التهم سهل لو طبقنا النظرية النبوية القرآنية العظيمة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

عموما «الكآبة» و«الحيرة» غير النظيفة يا صديقى هى الناتج الوحيد من مشاهدة أو متابعة فصول تلك المحاكمة سواء بسبب أداء محامى أهالى الشهداء والمدعين بالحق المدنى، أو بتلك القناعات المزيفة التى يبديها محامو الدفاع بخصوص براءة الرئيس المخلوع، أو بالاشتباكات البشعة التى شهدتها ساحة أكاديمية الشرطة بين المصريين فى شكل من المؤكد أنه يبهر الرئيس المخلوع وحبيب العادلى ويصيبهما بالسعادة، على اعتبار أنهما نجحا فى دفع الشعب إلى إسالة دم بعضه حينما كانوا فوق كراسى السلطة والآن وهم مساجين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة