وائل السمرى

عقيدة التلفيق

الأحد، 26 فبراير 2012 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنظر الآن بعين الدهشة، بل قل الاستهجان، لما تتداوله وسائل الإعلام عن الانفلات الأمنى، مهاجمة وزارة الداخلية ووزيرها «الآن» بعد أن كانوا يصفقون له ويحيونه على ما قدم من مؤتمرات صحفية يدعى فيها أن «الأمن عاد.. كأن شيئا لم يكن.. وبراءة الأطفال فى عينيه».
دهشتى ليست من الهجوم على وزارة الداخلية أو انتقادها، ولكن مبعثها الحقيقى هو انقلاب المهاجمين على الوزارة بعدما كانوا يسبحون بحمدها بعد قدوم الوزير محمد إبراهيم خلفا للعيسوى، وعلى ما يبدو فإن قرارا صدر بأن الأمن سيعود مع ذهاب العيسوى وقدوم إبراهيم، ومن ثم نفذ الجالسون فى مكاتب وزارة الداخلية والمجلس العسكرى فى مؤسساتنا الإعلامية القرار فى الإعلام قبل أن يعود الأمن فعليا، وكفى بذلك خذلانا وضِعة.
فقط للتذكرة، فقد كتبت فى 22 يناير الماضى أن ما يروجه البعض عن عودة الأمن مجرد وهم يبيعونه للناس حتى يخففون من هجومهم على الداخلية، وذلك بعد ما رأيته حقيقة من انفلات أمنى يطول بيوتنا وشوارعنا، ولا يصل إلى وسائل إعلامنا، حيث ليس لا يصل إلى الرأى العام إلا مداخلات الوزير ومقابلاته وتصريحاته الرنانة التى استعار فيها شخصية عنترة ابن شداد، الشجاع المغوار، مؤكدا أنه قاهر البلطجية، بالإضافة إلى شخصية ابن بطوطة الرحالة الأشهر، متجولا بين محافظات مصر وربوعها، فأطلقت الوزارة زبانيتها لتهاجم ما كتب عبر مخبرى المواقع الإلكترونية وشاشات بيع الكذب، وتمنيت من كل قلبى وقتها أن تكذبنى الأيام ويعود الأمن حقا، لكن للأسف جاءت الرياح بما لا يشتهى المخبرون، وتوالت حوادث السطو المسلح على البنوك والمحلات التجارية، والشوارع، ثم جاءت فاجعة بورسعيد ليتأكد الناس من أن عودة الأمن أكذوبة كبيرة، والآن وبعد كل هذا الموت يفيق السادة المسؤولون على أن الانفلات الأمنى حق، وعودة الأمن كذب محض، بعد أن توالت أخبار السرقة والسطو التى كان آخرها تعرض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لحادثة مريرة كاد أن يفقد حياته على أثرها.
إن استعملنا سوء النية، وهى الأوجب مع وزارة الكذب المسماة بوزارة الداخلية فمن المؤكد أن هذا الانفلات الأمنى مصنوع بجدارة، وأن تخفيف موجة الهجوم يأتى بأوامر فوقية لتهدئة الرأى العام حتى يكتمل باقى المخطط، وإذا استعملنا حسن النية، فمن المؤكد أيضا أن قيادات الوزارة والقائمين عليها يدينون بعقيدة التلفيق، فمن ناحية لا يريدون أن يطهروا الوزارة ولا يريدون إعادة هيكلتها، ومن ناحية أخرى يشيعون كذبا أن الأمن عاد، ناسين أن الكذب «مالوش رجلين» وأن قوة الحق أكبر ألف مرة من قولة التزييف، وأنه لا بناء على أساسات خاوية فاسدة، وليس أصدق من قوله جلّ وعلا: أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لا يهدى القوم الظالمين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة