«الناس قول إن مصرى طيب وشعب عظيم ليه كل ناس فى هرم بلطجى وكله ريحة حيوان قرف خسارة باظ رحلة لهرم».. بهذه الكلمات انتهت قصة صديقتين عند سفح أهرامات مصر العظيمة.
وأما بداية الحكاية فكانت كالآتى:
اضطرتنى ظروف العمل لأن أتخلى عن مصاحبة اثنتين من صديقاتى غير المصريات إلى أهرامات الجيزة التى حلما بزيارتها قبل وصولهما إلى مصر. ولكن كان لزاماً علىّ ألا أتركهما بشكل كامل خوفاً من الظروف الأمنية فى مصر فأرسلت معهما سائقا طيبا ترجع أصوله إلى الجنوب، كنوع من الدعم والحراس، رغم أنهما تتحدثان العربية بشكل جيد ولكن طبعاً بلكنة أجنبية.
ذهبت صديقتاى ومعهما المصرى الجنوبى إلى منطقة الأهرامات وما إن وصلت بهم السيارة إلى مشارف الأهرامات حتى قفز ثلاثة رجال على السيارة وجلسوا عليها وطالبوهم بالتوقف وطبعاً فزعت الصديقتان وتوقف السائق ليطالبوهم بمبلغ 200 جنيه ويسألوهم عن جنسيتهم، وحين رد عليهم السائق بأنه مصرى كذبوه وقالوا له «لا أنت سودانى ولازم تدفع زيهم»، ولم يستطع الرجل الطيب العجوز مجادلتهم خوفا على النساء معه وخوفا من النبوت الكبير فى يد كل منهم ودفع المعلوم صاغراً.
ولم تكن بداية الرحلة فقط هى التى تتسم بالعنف والبلطجة لكن كل تفاصيلها تحوى تصرفات وصورة بالغة من الفضيحة والجرسة لأموات المصريين قبل أحيائهم، فما إن يضع السائح قدمه فى المنطقة إلا ويخرج له العشرات للدفع أو النخس.
ومن المفارقات التى قد تبدو ساخرة لك للوهلة الأولى، ولكنها باكية وخجولة لو تعرضت لها، أن أصحاب الجِمال يدعون السياح لأخذ صور من جِمالهم مقابل عشر جنيهات وهو مبلغ زهيد ولا يرى السائح غضاضة فى دفعه مقابل صورة وما أن يقترب السائح من الجمل ويتكئ عليه من أجل الصورة حتى يرفعه صاحب الجمل للأعلى ويسير به وفى مقابل أن ينزله يطالبه بمائة دولار، يعنى إطلع بعشرة جنيه وإنزل بـ100 دولار وطبعاً خوفاً يدفع السائح، تصرفات مخزية تدفع بأى جنسية لأن تردد ما قالته الصديقات وهن فى حالة ذهول ليس من النصب باسم السياحة ولكن أن البوليس كان واقفاً فى كل مكان وهو يشاهد البلطجة تجاه السائحين ولا ينطق بل كما قالت الصديقات يبدو أنه يقتسم معهم.
النصب والبلطجة موجودان فى كل بلد ولكن أن تكون هذه الصفة لصيقة بالسياحة فى بلد يستجدى سائحا لله وتحت أعين الشرطة المنوطة بحماية السياح فتلك حالة لا يقال فيها إلا غطينى يا صفية وصوتى!