أصبح لدينا مرشح رئاسى كل ساعة، ولو استمر بنا الحال على هذا المنوال ربما يكون هناك مرشح رئاسى لكل مواطن، وعلى مدار الساعة، ولو استمرت الأحوال على هذا المنوال لن نجد مواطنين يقومون بدور الشعب فى العملية السياسية..
ومن بين من أعلنوا ترشيح أنفسهم شخصيات لا غبار عليها، ولكل منهم نشاطه فى القانون أو الإعلام أو العمل الإدارى، لكن اللافت أن أغلب المرشحين الجدد لم تكن لهم سوابق سياسية، ربما لأن السياسية كانت غائبة، وبعد أن سقطت «السدة» وجدنا أنفسنا أمام حالة من الترشح على الذات..
وبعض المرشحين الجدد قالوا إنهم فعلوا ذلك تحت ضغوط من معارفهم أو من الجماهير، وبعضهم يخلط بين الإعلام والسياسة، لدرجة أن الكثير من السياسيين تحولوا إلى إعلاميين يقدمون برامج، وكثير من الإعلاميين تحولوا إلى سياسيين يشكلون أحزاباً أو تنظيمات سياسية ويمارسون الدعاية السياسية لأنفسهم أو غيرهم.
الملاحظ فى المرشحين للرئاسة أن عدداً كبيراً منهم لم يكن له سوابق سياسية من قبل، سواء القادمين من العمل الدبلوماسى مثل عمرو موسى أو الفريق شفيق، وبعض السياسيين الآن عرفوا السياسة بعد التقاعد من وظائفهم، مثل الدكتور البرادعى، الذى بدأ السياسة بعد التقاعد، والبعض دخل عالم السياسة مؤخراً، سواء من الأكاديميين أو نجوم التوك شو والمجتمع المدنى الذين أعجبهم حديثهم، فاختاروا أن يدخلوا عالم السياسة بأفكارهم بدلاً من الاكتفاء بطرحها.
ولا يمكن التقليل من شأن مرشح طالما يستخدم حقه، لكن المسألة اتخذت أبعاداً اختلط فيها دور الداعية السياسى، بدور السياسى نفسه، بالرغم من الفرق بين الدورين.
اللافت أنه بالرغم من تعدد المرشحين للرئاسة والبرلمان لا يوجد أى انشغال ببحث شكل المستقبل، وكيفية تغيير النظام بالفعل وليس بالشكل، ولانعرف كيف يمكن لكل مرشح من هؤلاء الذين فكروا الآن فى الترشح أن يعد برنامجه الانتخابى؟ وما هى تصوراته العامة والخاصة، خاصة ونحن بالفعل أمام كلام متشابه وبرامج مكررة؟
ويبدو من كثرة عدد المرشحين أنه لا توجد ثقة كاملة فى الأسماء المطروحة، وكل مرشح جديد يخرج ليعلن أنه لو كان يرى فى المرشحين المحتملين من يصلح، ما أقدم على ترشيح نفسه، وهى وجهة نظر تعد استمراراً لنظرة سادت خلال حكم مبارك، الذى كان يقول إنه لو وجد من يصلح لما رشح نفسه، وربما كانت من تأثيرها، كما أن كل مرشح يقوم بدوره كباحث أو محلل، أو أكاديمى، لا يفضل دور المواطن، ويرى أنه يجب أن يكون الرئيس.
نحن أمام حالة من التداخل بين السياسة والتوك شو والدعوة السياسية، والتزاحم بين المرشحين قد نجد لدينا رؤساء ولا نجد مواطنين، ولا نعرف فى هذه الحالة، من سوف يقوم بدور الشعب؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة