براء الخطيب

الإخوان الألتراسيون والضرب بيد من حديد

الأربعاء، 29 فبراير 2012 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من البداية نقول إن مجلس الشعب المصرى الحالى بأغلبيته للإخوان المسلمين جاء بالانتخاب الحر المباشر فى انتخابات «نزيهة» فى مجملها، لكن «وآه من لكن» نقول: إن مجلس الشعب الحالى لا يمثل الشعب المصرى تمثيلا حقيقيا، فبما أن كل الذين انتخبوا مجلس الشعب الحالى عددهم 27 مليون مواطن مصرى، فإن هذا العدد واقعيا لايمثل الشرعية البرلمانية لشعب تعداده يزيد على 85 مليون مواطن مصرى، فمن المعروف أن من يأتى بالانتخابات «النزيهة» بعد كل ثورة، وأى ثورة هى أكبر الكتل المنظمة التى كانت تعارض نظام الحكم القديم، الذى كان يسبق الثورة، وفى حالتنا اليوم تعتبر جماعة «الإخوان المسلمين» على رأس التيار الإسلاموى هى الأكثر تنظيما والأقوى سياسيا فى كل التكوينات والتشكيلات السياسية، التى كانت تعارض نظام حكم الذليل المخلوع السابق لثورة 25 يناير المجيدة، ولذلك كان يعرفها المنتخبون الذين انتخبوهم، لأنهم لا يعرفون غيرهم ولا يثقون فى المعارضين الآخرين.
واليوم ومع استمرار قوى الثورة فى الصمود والمواجهة، انضمت تكوينات اجتماعية أخرى كقوى جديدة من قوى الثورة، مثل تكوينات «الألتراس» بجميع تشكيلاته «الأهلاوية» و«الزمالكاوية» و«الإسماعيلاوية» و«الإسكندرانية»، حيث نصبت لهم «المذابح» كل القوى المضادة للثورة «المجلس العسكرى، والداخلية بكل أجهزة الأمن، بالإضافة لحلفائهما الجدد من التيارات الإسلاموية»، ونحن لا نقول بأن الإخوان المسلمين قد اشتركوا مع حلفائهم فى ذبح شباب الثورة اشتراكا فعليا، بل تم اشتراكهم فى ذبح «الألتراس» بالانسحاب من بين شباب الثورة وبتحريض حلفائهم «الفاعل الأصلى» على شباب «الألتراس» بوصفهم من «البلطجية» الذين يريدون إسقاط الدولة، بل إنهم حرّضوا عليهم فى كل أجهزة الإعلام الموالى للقتلة، فظهر عملاؤهم فى الإعلام، يطلبون من المجلس العسكرى المتسلطن ضرب «الألتراس» بيد من حديد، ولم يضربهم «المتسلطنون» بيد من حديد فحسب، بل ذبحوهم فى مذابح علنية وعلى الهواء مباشرة أمام أنظار «الإخوان المسلمين» وأنظار العالم كله، فإذا كان ظهور «الألتراس» كقوة منظمة من قوى الثورة، فقد أصبحت هذه القوة المنظمة هى المنافس الحقيقى للقوة المنظمة للإخوان المسلمين، لتصبح قوة «الإخوان الإلتراسيون» فى مواجهة قوة «الإخوان المسلمين» وهنا سوف يستشعر «الإخوان المسلمين» الخطر القادم عليهم سياسيا من «الإخوان الإلتراسيون» وبالتالى سوف يحاولون القضاء عليهم بالاستعانة بكل حلفائهم فى المجلس العسكرى وكل الأجهزة الأمنية العسكرية والداخلية، وسوف تنطلق الأبواق العميلة للمتسلطنين والمتأسلمين فى كل أجهزة الإعلام مطالبة بضرب «الإخوان الألتراسيين» بيد من حديد، حتى لا تسقط دولتهم. وتقول كل التجارب الثورية فى العالم، أنه مع صمود الثوار فى وجه كل القوى المضادة للثورة، تظهر قوى جديدة أكثر صلابة وإصرارا على المضى فى الثورة، حتى تنجز وتحقق كل أهدافها، وسوف تقدم هذه القوى الثورية الجديدة القديمة «طلبة، عمالا، نقابات، اتحادات وغيرها» التضحيات الجمّة، ويكفى أن «الإخوان الألتراسيين» قدموا من الشهداء فى مدة قصيرة من الزمن أضعاف ما قدمته القوى الأخرى فى كل تاريخها عبر عشرات السنين، فليس إسقاط الدولة، هو «هيكلة وزارة الداخلية»، أو حتى «هيكلة القوات المسلحة»، فقد تمت عمليات متعددة فى هيكلة الداخلية على يد الرئيس «القتيل» أنور السادات، عندما استطاع وزير داخليته «ممدوح سالم» هدم الداخلية عبر القبض على معظم المتسلطنين فيما عرف بـ«ثورة التصحيح»، فالتخويف وإفزاع الشعب المصرى بمصطلح «إسقاط الدولة» عملية فجّة سرعان ما سوف تسقط تحت أقدام القوى الثورية الحقيقية النى سوف تقوم بـ«تطهير الدولة» وإعادة هيكلتها وبنائها، وسوف تجدد دماء الثورة المجيدة ومن ضمن هذه القوى «الإخوة الألتراسيون» هذه القوة الثورية التى دشنت انضمامها للثورة بتقديم تضحيات فذة، معلنة عن أنها على استعداد تقديم كل التضحيات الجليلة لإنجاح ثورة الوطن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة