سليمان شفيق

تقسيم مصر يبدأ من إطسا

الأربعاء، 29 فبراير 2012 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعيداً عن صخب العاصمة، وعلى بعد 200 كيلو متر جنوبا بمحافظة المنيا، عقدت جلسة عرفية «كما نشر الزميل حسن عبد الغفار مراسل «اليوم السابع» فى 25 فبراير الجارى» حيث اتفق أهالى القريتين إطسا وإطسا المحطة على انفصال القريتين بحضور محافظ المنيا اللواء سراج الدين الروبى، ومدير الأمن اللواء ممدوح مقلد، وأعضاء مجلس الشعب، وتضمن الاتفاق عدم تغيير أهالى إطسا المحطة أى تسمية للمرافق الحيوية بالقرية مثل: محطة السكة الحديد، أو نقطة الشرطة، وينتهى الخبر بتوجيه المحافظ الشكر للمحكّمين وأعضاء مجلس الشعب.
والذى يثير الضحك إلى حد البكاء أن يحدث كل ذلك بموافقة محافظ الإقليم ممثلا للسلطة التنفيذية وأعضاء مجلس الشعب ممثلين للسلطة التشريعية.
ألا يذكرنا ذلك بما حدث بقرية بهيج بأسيوط ثم بقرية شربات بالعامرية حينما تم تهجير الأسر قسريا بحلول عرفية تحت سمع وبصر السلطتين!!
ومنذ فبراير 2011 وحتى فبراير 2012 تم رصد 34 جلسة عرفية مماثلة بشكل أو بآخر خارجة على القانون ومتخطية السلطة القضائية، ومن غرائب الأمور أيضا أنه فى منتصف العام الماضى قامت جماعة الإخوان المسلمين بتنظيم دورات تدريبية للقضاة العرفيين!!
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل وصل «نحر» الفكر العرفى إلى أبرز أبناء الجماعة الأكاديمية مثل النائب الدكتور عمرو الشوبكى الذى كتب فى «المصرى اليوم» 26 فبراير الجارى مقالا بعنوان «بين العرف والقانون» جاء فيه: «الحلول العرفية تجرى فى المجتمع المصرى، والمطلوب ليس إلغاءها إنما لا تتعارض، أولا مع القانون مثلما يحدث، كما أنها أمور قبلها المشرع والمحاكم المصرية. ثانيا أن تكون وسيلة مؤقتة فى لحظات معينة تغيب فيها سلطة الدولة، ويكون الغرض منها درء خطر أكبر يتمثل مثلا فى حماية أرواح بشر من أخطار مؤقتة، كما جرى فى قرية العامرية».
ومن الخطاب الأكاديمى الذى يمهد للمحاكم العرفية، وينظر لمرحلة انتقالية نستغنى فيها عن السلطة القضائية، نصل إلى الخطاب الإعلامى الصحفى، حيث نقرأ فى صحيفة المصرى اليوم أيضا فى 26/2: «جولة وزير الرى فى كفر الشيخ تتحول إلى جلسة عرفية لسماع شكاوى المزارعين فى نقص المياه».
ويبقى السوال هل ما يحدث الآن خاصة فى إعطاء قرى ولو صغيرة مثل قرية إطسا حق الانفصال هو نموذج يقدمه لنا الحكام الجدد لمصر لانفصال سيناء والنوبة؟ والتهجير للأقباط فى قريتى بهيج وشربات هل هو بداية لفصل الأقباط عن المسلمين؟ ربى لا أسالك رد القضاء لكنى أسالك اللطف فيه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة