ارحمونا يا ناس وارحموا أهالى من قتلوا فى بورسعيد ومن قبلها فى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية، وهؤلاء الذين سيقتلون بعد أيام أو ساعات أو دقائق، ارحموا الذين يقتلون كل يوم فى ميادين مصر وشوارعها وحواريها، وتسلب أقواتهم وتهتك أعراضهم بسبب الانفلات الأمنى.
أنتم أيها الملايين، يا من وقفتم فى اللجان الشعبية فى كل ربوع مصر منذ انسحاب وزارة الداخلية، أثبتم على مدى أيام أنكم الأقدر فى هذه اللحظات التاريخية الحساسة على كفالة الأمن، وأثبتت كل الأطراف بعد ذلك، وعلى مدى عام كامل أنها فاشلة فى ما حققتموه فى هذه الفترة، ومنذ تركتم أنتم الساحة وكل يوم يمر على جثث المصريين وأعراض أبناء مصر، ويجب إيقاف هذه المهزلة اليومية، وليس هناك أحد قادر على ذلك غيركم، فكل يوم يمر يكلفكم جثثاً ومصابين لم نعد قادرين على إحصاء أعدادهم.
كانت اللجان الشعبية تحركاً عبقرياً منكم أدهش الجميع، ومهما فكرت وقتها ما توصلت إلى ما توصلتم إليه أنتم ونفذتموه بسرعة، ومنذ هذه اللحظة وأنا أومن بكم، وزاد إيمانى بكم لأنه بمجرد أن تركتم الساحة وقعت البلاد فى فوضى، ارحمونا وتحركوا لإنقاذ الأرواح والأعراض وأقوات الفقراء ومصانعكم وشركاتكم وبلادكم التى يتم تدميرها، فأولى الأمر إما أنهم لا يريدون الأمان، وإما أنهم لا يستطيعون بثه فى ربوع بلادنا، وأنتم أيها الملايين بسكوتكم خربتوا البلد بتركها فى خضم صراعات ومؤامرات لا تنتهى.
تحركوا قبل أن نجد أنفسنا أمام مذبحة أخرى أكبر، تحركوا فأهالى بورسعيد أبرياء وبذلوا جهوداً مضنية لإسعاف الجرحى، والتقتيل كان بواسطة ميليشيات مسلحة معدة سلفا، والشرطة لم تتحرك، وقيادات الجيش وقفت على الحياد، كما وقفوا محايدين فى موقعة الجمل.
ارحمونا وقفوا جميعاً الآن وقولوا إن بلادنا لا تنعم بالأمان وعجلة الإنتاج متوقفة لأنها ليست استثناء من كل دول العالم، فالأمان يهرب، وعجلة الإنتاج تقف والمستثمرون يهربون والرأسمالية تهرب والاشتراكية تهرب، وكل شىء يهرب فى ظل حكم العسكر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة