بعدما حدث فى استاد بورسعيد لم يعد هناك وقت للجمل المطاطة.. من نوعية حاسبوا المخطئ أو شكلوا لجان تقصى حقائق على أعلى مستوى، أو حتى السؤال الأسود الذى يتردد منذ ثورة 25 يناير النبيلة وهو: من المسؤول؟!
المسؤول واضح وضوح الشمس، المسؤول هو من رفض تبنى محاسبة المخطئين واحتفظ بالجيلين الثانى والثالث لدولة فساد المخلوع مبارك.
المسؤول هو من يتم تمويله لضربة توجه لفرحة المصريين هنا وهناك.. وهم معروفون بالأسماء والعناوين!
المسؤول هو كل من أطلق بلطجيا أثناء الثورة فى خطة «العادلى - جمال مبارك» لحرق مصر إذا قامت لهذا الشعب «أُومة»!
المسؤولون كثر تعرفونهم وأعرفهم، كل ضابط بأقل رتبة أو حتى مخبر يعرف اسم بلطجى، أو مسؤول أمنى كبير معه قائمة بأسماء معلمى البلطجة.. ولمن يهمه الأمر.. العبد لله كاتب هذا السطور يمكنه تدبير شخصيات مصرية تعرف كثيراً، لكنه مش متأكد مين مع مين!!
خايف أروح أسلم قائمة بمن أعرفهم ويعرفهم أصدقاء لى من بلطجية مطلقى السراح، فأقول للمسؤول هذه هى القوائم بتاعة التانيين جبناها لحضراتكم «معانا».. فيكون الرد: «ياأساتذة إحنا التانيين»؟!
المسؤول هم القوى الوطنية، التى لم تراع حتى الآن حق الوطن، وتطلب جلسة مصالحة مع المجلس العسكرى، ومن يريدون حتى من الفلول أن «يخلعوا» إلى الخارج بنسبة مما سرقوه «سلفا» من جيوب المصريين.. بس يغوروا فى مليار داهية؟!
المسؤول سيادة العسكرى.. سيادة الجنزورى هم أنتم بعدم صدور تعليمات واضحة بالقبض على من تعرفونهم ممن فسد بالمعاشرة، لكننى وغيرى كثيرون لا نعلم لماذا أنتم فى حرج من ذكر الأسماء؟!
بصراحة تحتاجها دماء الشهداء.. يمر أمامنا.. جميعا ويوميا فى مصر أسماء فاسدة عليها قضايا فساد عظمى، ولا يشير أى أصبع لها، لا أدرى لماذا؟!
استكمالا للصراحة التى تحتاجها دماء شهدائنا يجب أن تكون هناك حالة تطهير لكل مناحى الحياة المصرية، ولا يعنى الفساد كان فى الشرطة بس والإعلام والقضاء وأغلب الأجهزة التنفيذية كانت براء.. ياحرام.. ياعينى؟!
لغة غبية يتحدثها بعض الإعلام، ونحن لسنا ضد الآراء، لكن ضد منطق أن ما يحدث سببه طلب المصريين للديمقراطية والدولة المدنية والدستور.. ورجوع الجيش لقواعده.. ومن غير المقبول أن يواجه أهل شهداء مصر بمقولة: عايزين رفع الطوارئ.. اشربوا.. عايزين تسليم السلطة لقيادة مدنية.. اشربوا.. عايزين استعجال عودة الجيش للثكنات.. برضه اشربوا!
ما هذا الفساد، هو أنتم إيه ماعندكمش رحمة ولا أولاد ولا حتى قلب.. بس هايكون عندكم إزاى الحاجات دى والفساد هو حلكم الوحيد فمن خلاله تعملون فى كل الجهات، ولا تدفعون ضرائب ولا يحزنون.. وأى.. أى مشروع يتم توقيعه فورا والشيكات ترفض برضه مافيش مشكلة.. القروض لا تسدد وإيه يعنى.. إنها الحالة الوحيدة التى تريدونها.. وهى ثورة الفساد.. بس بعينكم والله!
أما الأغلبية التى أعطاها الشعب أصواته فهى الآن مطالبة بفضح الفساد أو ستوجه لها سهام الفساد.. الله والتاريخ يراقبكم سيادة الأغلبية.. والوطن ينتظر منكم الكثير فلا تخزلوه.
بقى أن أقول إن ديمقراطية الدموع فى عيون وقحة المتمثلة فى المتحولين ومطالبتهم باستعمال كل ثقوب القوانين وخردتها فى محاكمة من سرقوا بلدا وألقوا بشعب فى الشوارع، لم تعد مبلوعة.. ورويدا.. رويدا.. الحقيقة قادمة.
بس عندى سؤال: مين فيكى يابلد عنده شك فى أن حسنى مبارك والعادلى وكلهم كلهم.. ماخربوش مصر؟ لو فيه راجل ده رأيه يخرج يقوله ويريحنا.. نفسنا مرة نعرف الجهات التى تحكمنا الآن.. معانا ولا مع «التانيين»؟!