إبراهيم داود

الغدر

السبت، 04 فبراير 2012 03:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قتلوا لأنهم أنقياء، لأنهم انحازوا للثورة والديمقراطية والمستقبل، لأنهم تصدوا للبلطجية فى موقعة الجمل، قتلوا لأنهم غير مقتنعين بتوزيع الأدوار والتواطؤ على دم الشهداء، ولأن حضورهم الجميل فى أيام الجمع التى قاطعها الإسلاميون كان رائعا وانتصارا للفطرة النقية على الحسابات البديعية الكتاتنية القومية الناصرية المشتركة، قتلوا لأنهم ضد الغطرسة العسكرية وإهانة الناس، ولأنهم غير معنيين بالسياسة ولكنهم معنيون بالعدل والقصاص، ملامحهم طيبة وصافية وطفولية ولا تعرف الغدر، وجودهم معا يعنى البهجة بهتافاتهم الحادة الذكية المحببة، هم ذهبوا لمؤازرة فريقهم، هم يذهبون كل مرة ويدفعون ثمن دخولهم، هم يريدون إنقاذ لعبتهم من أيدى التكنوقراط ورأسمالية نظام مبارك، قتلوا لأنهم أكثر بلاغة وتأثيرا من محللى الفضائيات ونواب النوق العصافير، ألتراس الأهلى يدفع ضريبة إخلاصه ونقائه واندفاعه، قتل لأن وجوده أصبح مشكلة للذين يريدون إعادة إنتاج النظام القديم، والذى يشاهد أعضاء البرلمان وهم يتحدثون بعد المذبحة يعتقد أنه أمام ثوريين ويعتقد أن الثورة نجحت، كل واحد يحمل لائحته فى يمينه، قتلوا لأنهم وقود الثورة التى ستستمر، وأين؟ فى بورسعيد، التى أخشى بعد هذه الدماء أن تفقد معناها لأنها لم تحمِ ضيوفها الثوار، التواطؤ كان على الهواء والرثاء أيضا وركوب الموجة، أصدقاء جمال مبارك هم الذين يديرون اللعبة ويدربون الفرق ويطلون على فضائيات أصدقائه، ورجال حبيب العادلى موجودون فى مكان ما على مسرح الجريمة وفى كل مكان، الذين شاهدوا رئيس الوزراء ووزير داخليته أثناء امتصاصهما العتاب واللوم والتهديد يعتقد أنه يعيش فى بلد ديمقراطى، لحق الشهداء بالشهداء، هتافات السابقين والجدد لن تتوقف وهم هناك، أعدادهم ستتزايد لأن الثورة مستمرة، على الظلم والقهر والاستعباد والموالسة، المشجع يعرف أن كرة القدم هى بديل عن سفك الدماء، هى حوار أو نزال بين فريقين يعبران عما بداخلهم، هى أشرف الحروب كما أسماها محمود درويش، وألتراس الأهلى يعرف أن لعبتهم المحببة هى الثروة الوحيدة فى نظر فقراء مصر الذين لا يملكون شيئا، هم ضد تسعيرها وتركها للفاسدين يديرونها فى اتحاد الكرة وحتى فى النادى الأهلى، بلاتر الفاسد والذى لم يلمس كرة فى حياته علق «هذه الأحداث الكارثية تفوق الخيال ويجب ألا تحدث أبدا»، لم يعرف أنهم ماتوا هذه المرة ليس بسبب حماسهم لفريقهم، هم ماتوا لأنهم يحبون وطنهم ويقفون فى الصفوف الأولى فى مواجهة السلطة الغاشمة والرجعية التى اختارت القفص الذى أعد لها باسم الشرعية، ماتوا لأنهم احترموا قواعد اللعبة وذهبوا عزل لا يملكون إلا أصواتهم، مات أبطال موقعة الجمل فى الذكرى الأولى لموقعة الجمل، والإخوان الذين صدعوا رؤوسنا بموقفهم الرائع فى تلك الموقعة حلوا محل الأمن المركزى أمام مجلس شعبهم، عصام شرف قال هذا موضوع مخطط وتلك الأحداث هى فوضى ممنهجة، والحرية والعدالة قالوا إن جهاز الشرطة متورط ومصطفى بكرى هو مصطفى بكرى، وبدأ الفلول فى جولة جديدة على الفضائيات، والمحصلة النهائية - كما قالت إحدى الصحف الإيطالية- «مصر تحارب فى الملاعب والنتيجة أكثر من 70 قتيلا، والنتيجة النهائية أن تحالف الكاب والعمامة ونزلاء طرة لم يحتمل نقاء هؤلاء الفتية، والنتيجة النهائية أنه لابد أن تستمر الثورة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة